للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنِّي عنهم لمُتَرَدِّدٌ وما مرَّ بي قَوْمٌ من العَرَب أكْرَهُ إليَّ منهم، ثمّ أمْضَاهم، فكان بَعْدُ يُكْثر أنْ يتذكَّرَهُم بالكَرَاهيةِ، وتَعَجَّب النَّاسُ من رَأي عُمَر حين تعقَّبُوه بعدما كان من أمْر الفِتْنَة الّذي كان، وإذا هم رُؤوس تلك الفِتْنَة، فكان منهم من غَزَا عُثْمان (a)، وكان منهم رَجُل يُقال له سوْدَان بن حُمْرَان قَتَلَ عُثْمان بن عَفَّان، وإذا منهم رَجُل حَلِيْف لهم يقال له خلد (b) بن مُلْجَم قَتَلَ عليّ بن أبي طَالِب، وإذا منهم مُعاوِيَة بن حُدَيْجٍ، فنَهَضَ في قَوْم منهم يتَتَبَّع قَتَلَهَ عُثْمان يَقْتلُهم، وإذا منهم قَوْم يَهْوون (c) قَتْلَ عُثْمان.

أخْبَرَنا سُليْمان بن الفَضْل إجَازَةً، قال: أخْبَرَنا الحافِظُ أبو القَاسِم عليّ بن الحَسَن (١)، قال: أخْبَرَنا أبو القَاسِم بن السَّمَرْقَنْديّ، قال: أخْبَرَنا أبو الحُسَين بن النَّقُّور فذَكَرَهُ، وقال الحافِظُ رَحِمَهُ اللهُ: وكان فيهم حُصَيْنُ، وهو الّذي حَاصَر ابن الزُّبَيْر بمَكَّة، ورَمَى الكَعْبَة بالمِنْجَنِيْق، فسُترت بالخَشَب فاحْتَرقَتْ.

أنْبَأنَا عُمَر بن طَبَرْزَد عن أبي غَالِب أحْمَد، وأبي عَبْد الله ابْنَي الحَسَن بن البَنَّاء، قالا: أخْبَرَنا أبو الحُسَين بن الآبِنُوسِيّ، قال: أخْبَرَنا أحْمَد بن عُبَيْد بن الفَضْل إجَازَةً، قالا: وأخْبَرَنا أبو تَمَّام عليّ بن مُحَمَّد الوَاسِطِيّ إجَازَةً، قال: أخْبَرَنا أبو بَكْر بن بِيْري قراءةً، قال: أخْبَرَنا مُحَمَّد بن الحُسَين بن مُحَمَّد بن سَعيد، قال: حَدَّثَنَا أبو بَكْر بن أبي خَيْثَمَة، قال: حَدَّثَنَا أبي، قال: حَدَّثَنَا وَهْبُ بن جَرِبر، قال: حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ، قال: سَمِعْتُ أشْيَاخ أهْلِ المَدِينَة، قالوا: سَار مُسْرِف بن عُقْبَة بالنَّاس، وهو ثَقِيلٌ في المَوْت نحو مَكَّةَ، حتَّى إذا صَدَر عن الأبْوَاءِ هَلَك إلى النَّار، فلمَّا


(a) قوله: "حين تعقبوه … عثمان" لم يرد في رواية السري عند الطبري.
(b) مهملة في الأصل بهذا الرسم، وفي رواية الطبري: خالد، والمثبت موافق لما عند ابن عساكر.
(c) الطبري: يقرون.

<<  <  ج: ص:  >  >>