للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخرَجَ أهْلُ الحَدَث، فأوقَعُوا ببَعْضهم، وأخَذُوا آلة حَرْبهم، فأعَدُّوْهَا في حِصْنهم، فقال أبو الطَّيِّب في ذلك (١):

ذي المَعَالِي فليَعْلُونَ من تَعالَى … هكَذا هَكَذا وإلَّا فلا، لا

شَرَفٌ ينطَحُ النُّجُومَ برَوْقيهِ … وعِزُّ يُقَلْقلُ الأجْبَالا

حالُ أعْدَائنا عظيمٌ وسيْفُ الـ … ـدَّولة ابنُ السُّيوف أعظَمُ حَالَا

لا ألُومُ ابنَ لَاوُن مَلِكَ الرُّو … م وإنْ كانَ ما تَمنَّى مُحَالَا

أَقْلَقَتْهُ بَنِيّةٌ بينَ أُذْنَيهِ … وبانٍ بَغَي السَّماءَ فَنَالَا

كلَّما رَامَ حَطَّها اتَّسَعَ البَنْي … فغَطَّى جَبِيْنَهُ والقَذَالَا

يَجْمَعُ الرُّومَ والصَّقَالبَ والبُلْـ … ـغُرَ فيها وتَجْمَعُ الآجَالَا

ويُوافيهمُ (a) بها في القَنا السُّمْر … كما وَافَتِ العِطَاشُ الصِّلالَا

قَصَدُوا هدْمَ سُورِهَا فبَنَوْهُ … وأتَى كي يُقَصِّرُوهُ فَطَالَا

قال فيها (٢):

إنَّ دونَ التي على الدَّرْب والأحْـ … ـدَبِ والنَّهْرِ مِخْلَطًا مِزْيَالا

المخْلَط المزْيَالُ: هو الكثير المُخالطة للأُمور والمُزَايلة لها.

غَصَب الدَّهْرَ والمُلُوك عليها … فبَناها في وجْنَةِ الدَّهْرِ خالا

وحَماهَا بكُلِّ مطَّرِدِ الأ … كعُبِ جَوْرَ الزَّمانِ والأوْجَالَا

فَهِي تَمْشِى مَشْيَ العَرُوس اخْتِيالًا … وتَثَنّى على الزَّمان دَلَالَا


(a) الديوان: وتوافيهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>