الّتي أعدَّ لخاَلِد، فتحدَّث معه ساعةً، ثُمَّ قال: إنَّ مَنْرِلنا أحْضَرُ عدَّةً، وأنتَ مُسَافِرٌ، ونحنُ مُقِيْمونَ، فأقْسَمْتُ عليك إلَّا قُمْتَ معي إلى المَنْزل، وجَعَلْتَ لنا من هذه الهَدَايا نَصِيْبًا، فقام معه الرَّجُل وقال: خُذْ منها ما أحْبَبْتَ، فأمَرَ بها فحُمِلَت كُلُّها إلى مَنْزِلهِ، وجَعَل الرَّجُل يَسْتَحي أنْ يمنعَهُ منها شيئًا حتَّى صَارَ إلى المَنْزل، فدَعا بالغَدَاءِ وأمَرَ بالهَدَايا ففُتِحَت، فأكل منها ومَنْ حَضَرَهُ، ثمّ أمرَ ببقِيَّتها فرُفِعَتْ إلى خِزَانتهِ، وقامَ وقام النَّاسُ.
ثمّ أقْبَل على الرَّجُل، فقال: أنا أَوْلَى بك من خَالِد وأقْرَب إليك رَحمًا ومَنْزِلًا، وهَا هُنا مالٌ للغَارِمين؛ أنْتَ أوْلَى النَّاسِ بهِ، ليسَ لأحدٍ عليكَ فيه منَّةٌ إلَّا للّه جَلَّ وعَزَّ، فتَقْضِي به دَيْنَكَ، ثمّ دعا له بكيسٍ فيه ثلاثةُ آلاف دِيْنارٍ فدَفَعَهُ إليهِ، ثُمَّ قال: قد قرَّب اللّهُ عليك الخُطْوَةَ، فانْصَرِفْ إلى أهْلكَ مصَاحَبًا مَحْفُوظًا، فقام الرَّجُل من عنده يَدْعُو له ويَتَشَكَّر، ولم يكُن له هِمَّة إِلَّا الرُّجُوع إلى أهْلِهِ، وانْطَلَق الحَكَم يشُيِّعُهُ، فسَارَ معه شيئًا، ثمّ قال له: كأنِّي بزَوْجَتِكَ قد قالت لك: أين طُرَف العِرَاق وبَزُّها وخَزُّها وعُراضَتُها، أمَا كان لنا معَكَ نَصِيْبٌ؟ ثمّ أخْرَج صُرَّة قد كان حَمَلَها معه فيها خَمْسمائة دِيْنارٍ، فقال: أقْسَمْتُ عليكَ إلَّا جَعَلت هذه عِوَضًا من هَدَايا العِرَاق وانْصَرف.
وأخْبَرَنا بهذه الحِكايَة أبو حَفْص عُمَر بن طَبَرْزَد إجَازَةً، قال: أخْبَرَنا أبو غَالب أحْمَد وأبو عَبْد اللّه يَحْيَى ابْنَا الحَسَن، إجَازَةً إنْ لم يَكُن سَمَاعًا منهما أو من أحدهما، قالا: أخْبَرَنا مُحَمَّد أَحْمَد بن مُحَمَّد، قال: أخْبَرَنا مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمن بن العبَّاس، قال: أخْبَرَنا أحْمَد بن سُلَيمان بن دَاوُد، قال: حَدَّثَنَا الزُّبَيْر بن بَكَّار بن عَبْد اللّه (١)، قال: ومن وَلده الحَكَم بن المُطَّلِب بن عَبْد اللّه بن المُطَّلِب بن