للإثرَة، فقال له أبُوه: لك فُلَان وفُلَان حتَّى وَهْبَ له خَمْسةً من رَقِيْقه، فلَّما خَرَجُوا قال أخُو الحَكَم له: لا جَزَاكَ اللّه خَيْرًا ما ظَننتُك إلَّا سَتَغْضَب لي ويُخْرج بكَ على مثل حَاليّ، فقال له الحَكَمُ: ما أحْسَنتَ في قَوْلك ولا غبطتُكَ بما صرتَ إليهِ فأقُول مثل ما قُلْتَ.
قال: وحَدَّثَنَا الزُّبَيْر، قال: وحَدَّثَني عبدُ الرَّحْمن بن عَبْدِ اللّه بن عَبْد العَزِيْز الزُّهْريّ، عن عَمَّيه مُولىَ وإسْمَاعِيْل ابنَي عَبْد العَزِيْز، قالا: كان القُرَشِيّ إذا انْقَطَعَ شِسْعُه خلَع النَّعْل الأُخْرى، فانْقَطَعِ شِسْعُ الحَكَم في المُطَّلِب فخلَعَ النَّعْل الأُخْرى ومَضَى، فأخَذَ نَعْليهِ إنْسَانٌ نُوْبِيٌّ فسوَّى الشِّسْع وجاءَهُ بالنَّعْلَين في مَنْزِله فقال له: سَوَّيْتَ الشِّسْع؟ قال: نعم، فدَعَا جَارِيته بثلاثين دِيْنارًا فدَفَعها إلى النُّوْبِيّ، وقال: ارْجع بالنَّعْلين فهما لك.
قال: وحَدَّثَنَا الزُّبَيْر (١)، قال: حَدَّثَني مُحَمَّدُ بن يَحْيَى الكَنَانِيّ، قال: اسْتَعْمَل بعض وُلَاةِ المَدِينَة الحَكَم بن المُطَّلِب المَخْزُوميّ على بعض المَسَاعِيّ، فلم يَرْفع شيئًا، فقال له الوَالي: أين الإِبِل والغَنَم؟ فقال: أكلنا لُحُوهمَها بالخُبْز، قال: فأيَن الدَّنَانِيْرُ والدَّرَاهِم؟ قال: اعْتَقدنا بها الصَّنائَع في رِقَاب الرِّجال، فحَبَسهُ، فأتاهُ وهو في الحَبْس بعضُ وَلد نَهِيْك بن إِسَافٍ الأنْصَاريّ فَدَحَهُ فقال:[من الطّويل]
خَلِيلَيَّ إنَّ الجُوْدَ في السِّجْن فابْكيا … على الجُوْد إذا سُدَّت عَلينا مَرَافقُه