للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَرأتُ بخَطِّ أبي عَبْد اللّهِ مُحَمَّد بنِ عليّ بن العُظَيْميّ الأُسْتَاذ في تَارِيْخهِ (١)، وأخبرنا به إجَازَةً عنه شَيْخُنا أبو اليمن زيْدُ بن الحَسَن الكِنْدِيّ وغيره، قال: سَنَة سَبِع وعشرين ومائة فيها أقْبَل مْروَان بنِ مُحمَّد بن مروَان من الجَزِيْرَة حتَّىِ دخَل دِمشْق لستِّ ليالٍ خلَونَ من صَفَر، فلمَّا نزَل نَهَضَ عَبْد العَزِيْز بن الحَجَّاج ويزِيْد بن خَالِد بن عَبْدِ اللّهِ القَسْرِيّ بقِنَّسْرِيْن ومَنْ تابَعهُما على ذلك إلى الحكم وعُثمان ابني الوَلِيدِ وهمُا مَحْبُوسَان في الحِصْن، وكان يَزيد بن الوَلِيد حَبَسَهُما فقَتَلُوهمُا، وقَتَلُوا يُوسُفَ بن عُمَر الثَّقَفِيّ، وأخِذَ عَبْد العَزِيْز بن الحَجَّاج فقُتِلَ وصُلِبَ، وقُتِل يَزيد في خَالِد بن عَبْد اللّهِ، وصُلِبَا على باب الجابيَةِ مع ناسٍ كَثِيْر.

ولمَّا بايعَ النَّاسُ مروَان نَزَلَ على حَلَب، وكان على قِنَّسْرِيْن بِشْر بن الوَلِيد بن عَبْد المَلِك، فأخَذَهُ وأخَذَ مَسْرُور بن الوَلِيدِ، وكان معهما إبْراهيم بن عَبْدِ الحمَيْدِ بن عبد الرَّحْمن فحبسهُما، وقَتَلَ إبْراهيم بن عَبْد الحمَيْد، وكِان عَبْد العَزِيْز بن الحَجَّاج مُحَاصِراً لأهْل حِمْص يرميهم بالمجانيق، فلمَّا بلَغَهُ مَسِيْر مرْوَان رحَلَ عنهم، وسار مروَان إلى سُليْمان بعَيْن الجر، فاقْتَتَلُوا أيَّاماً وقُتِلَ منِ الفَرِيْقَين خلق حتَّى انهْزم سُليْمان وأصحابه ومَوَالِيهِ الذَّكْوَانيِّة، فدخَل سُليْمانُ دِمشْق، فعندها يُقالُ إنَّهُ قَتَلَ الحكَم وعُثْمان ابنا الوَلِيد بن يَزيد.

أنبأنَا سُليْمان بن الفَضْل، قال: أخْبَرَنا الحافِظُ أبو القَاسِم عليّ بن الحَسَن (٢)، قال: قَرَأتُ على أبي الوَفَاء حِفَاظ بن الحَسَن بن الحُسَين، عن أبي مُحمَّد عَبْد العَزِيْز بن أبي طَاهِر، قال: أخْبرَنا عَبدُ الوهَّاب الميدَانيّ، قال: أخْبَرَنا أبو سُليْمان بن زَبْر، قال: أخْبَرَنا عَبْدُ اللّه بن أحْمَد بن جَعْفَر، قال: أخْبَرَنا مُحمَّد بن جَرِير (٣)، قال:


(١) النقل عن تاريخ العظيمي الكبير، وانظر بعضه في تاريخه المختصر: تاريخ حلب ٢١٢ - ٢١٣.
(٢) تاريخ ابن عساكر ١٥: ٨١ - ٨٣.
(٣) تاريخ الطبري ٧: ٣٠٠ - ٣٠٢، ٣١١ - ٣١٢، وفي النص المثبت هنا اختصار وحوصلة.

<<  <  ج: ص:  >  >>