للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال (١): وكان مَنْ دَخَل عليهِ زَاوِيتَهُ في البَوَازِيْج يُحْضر له ما تيسَّر من مأكول، وكان النَّاس يُهْدُونَ له في كُلِّ سَنَة هَدَايا كَثِيْرة من بَقَرٍ وغَنَمٍ وغير ذلك، فيُطْعمها مَنْ حَضَرهُ في نصف شَعْبان.

أجَازَ لنا أبو السَّعَادَات بن أحْمَد بن المُسْتَوفِيّ (٢)، ونَقَلْتُه من خَطِّه، قال: وحُدِّثث أنَّهُ كان لنا إذا رَقي أحَدًا، قال: اللَّهُمَّ إنَّكَ تَعْلَم أنِّي عَبْدٌ لا أضرّ ولا أنْفَع، وعن أذَى بَقَّةٍ لا أدْفَع، اللَّهُمَّ فبحُسْن ظنِّهم فينا، عَافِهم (a) وعَافِينا.

قال (٣): وأنْشَدَني غير مَرَّة ولَم يُسمّ قائلهما، ووجَدْتهما لأبي سَعْد بن دُوسْت: [من البسيط]

عليك بالحِفْظ دُون الكُتُب تَجْمعها … فإنَّ للكُتُب آفات تُفرِّقها

الماءُ يُغرقها والنَّار تَحْرقها … واللِّصُّ يَسْرقها والفأرُ يَخرقها

قال (٤): وكان كَثِيْر الدُّعَابَة، سَرِيع الغَضَب، سَرِيع الرِّضَى، وتُوفِّيَ رَحِمَهُ اللهُ في ثاني عشر رَجَب من سَنَة ثَمانٍ وسِّتمائة.


(a) في الأصل: عافيهم، وفوقها "صـ"، والمثبت من ابن المستوفي.

<<  <  ج: ص:  >  >>