للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سَمعَ ببَغْدَاد أبا القَاسِم إسْمَاعِيْل بن أحْمَد بن السَّمَرْقَنْديّ، وأبا بَكْرٍ مُحَمَّد بن عُبَيْد اللّه بن نَصْر بن الزَّاغُونِيّ، وأبا القَاسِم سَعيد بن أحْمَد بن الحَسَن بن البَنَّاء، وأبا الفَتْح مُحَمَّد بن عَبْد البَاقِي بن البَطِّيّ وجَمَاعَة دُونَهم، وبمِصْر أبا مُحَمَّد عَبْد اللّه بن رِفَاعَة بن غَدِير السَّعْدِيّ، وبالإسْكَنْدَرِيَّة أبا طَاهِر أحْمَد بن مُحَمَّد السِّلَفِيّ، وبهَرَاة أبا المَحَاسِن مَسْعُود بن مُحَمَّد بن مَسْعُود الغَانِميّ، وعَبْد السَّلام بن أحْمَد بن إسْمَاعِيْل الإسْكَاف، وأبا الفَتْح سَالِم بن عَبْد اللّه بن عُمَر العُمَريّ، وأبا النَّضْر عبد الرَّحْمن بن عَبْد الجَبَّار الفَامِيِّ، وغيرهم.

وقَدِمَ بَغْدَاد مِرَارًا كَثِيْرةً، وحَدَّثَ بها بيَسِيْر، وقد حَدَّث بحَرَّان وديار مِصْر (a) بالكَثِيْر، وكان صَدُوقًا، حَسَن الطّريقة، متَدَيِّنًا، وقد كَتَبَ إليَّ من حَرَّان بِروَايَة جميع مَرْويَّاته، وخَطُّهُ عندي بذلك.

قَرَأْتُ على الشَّيْخ الحَافِظ أبي الحُسَين يَحْيَى بن عليّ القُرَشِيِّ، فيما انْتَقَيته من مُعْجَم شُيُوخه، قال بعد حَدِيثٍ رَوَاهُ عنهُ الشَّيْخ أبو الثَّنَاء الحَرَّانِيّ: من أعْيَانِ المُحَدِّثِيْن والفُضَلَاءَ المُتَأَدِّبين، سَمِعَ الكَثِيْر، ورَحَلَ في طَلَب الحَدِيْث إلى العِرَاق والشَّام ومِصْر، وحَدَّثَ عن جَمَاعةٍ منهم: أبو القَاسِم بن السَّمَرْقَنْديّ، وأبو المحاسن الغَانِميّ، وأبو بَكْر بن الزَّاغُونِيّ، وعَبْد السَّلام بن أحْمَد الهَرَويّ، وعبد اللّه بنُ رِفَاعَة الفَرَضِيّ المِصْرِيّ. ورَوَى لنا عن هؤلاء المُسَمّين وعن غيرهم.

وصَنَّفَ تَارِيْخًا لبلده حَرَّان، وكان صَدُوقًا، حَدَّثَ عنهُ شَيْخُنا الحافِظُ أبو الحَسَن المَقْدِسِيّ، وسَمِعته يُثْنِي عليه، وكان أَدِيْبًا وله شعر جَيِّد. وقال لي: وُلد شَيْخُنا أبو الثَّنَاءِ الحَرَّانِيّ في سَنَة إحْدَى عَشْرة وخَمْسِمائَة، وتُوفِّيَ، رَحِمَهُ اللّهُ، في ذِي الحِجَّة سَنَة ثَمانٍ وتِسْعِين وخَمْسِمائَة.


(a) كذا في الأصل، وفي سير أعلام النبلاء (٢١: ٣٨٦) ما يفيد برحلته إلى مصر والأخذ عنه بها، ويرد كذلك في ثنايا الترجمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>