فأنا وحقّ هَوَاكَ أبْعَدُ مُرْتقيٍّ … منه وتَأثيِري كتأثيراتهِ
أنا كَامِلٌ أبدًا وذلك ناقصٌ … فاعزم بوَصْفِي جاهدًا (a) وصِفَاته
قَرأتُ في بعض تَعْلِيقاتي من الفَوَائِد أنَّ حَمْدَان مَضَى إلى بَغْدَاد في سَنَة أرْبَعيْن وخَمْسِمائَة، وعَمل بها، وأظُنُّني نَقَلتُهما من خَطِّه (١): [من الرمل]
إنَّ بَغْدَاد لمَنْ أبْصَرَها … ورآهَا طرفةً بين البِلَادِ
فتَأمَّلْهَا تَرَاهَا عَجَبًا … نِعْم بِيضٌ على قَوْمٍ سَوَادِ
لو قال: تَجِدْها، كان أجْوَد.
سَمعتُ بعض بني عبد الرَّحيم يقُول لي: إنَّ حَمْدَان كان سُيِّر من حَلَب رَسُولًا إلى مِصْر في أيَّامٍ الآمر بن المُسْتَعْليّ، وكان من عادَة الرُّسُل أنَّهم يَجْتَمعُون بالآمر ويَجْلسُون بينَ يديْهِ، فلم يَسْتَحْضر حَمْدَان لأنَّهُ نُقِلَ إليه أنَّهُ حَشِيْشيٌّ، فكَتَبَ إِليه أبياتًا يَطْلبُ الحُضُور وتَنَصَّلَ ممَّا قُرِفَ بهِ عنده، فأذِنَ له الآمِرُ، فلمَّا مَثَل بين يَدَيْهِ ارْتَجل وقال:[من الطويل]
سَلَامٌ ورِضْوَانٌ ورَوْحٌ ورَحْمَةٌ … على الآمِر الطُّهْر الزَّكِيِّ المُنَاسِب
إمامٌ إذا جَادَ الحجابُ لنابهِ … أثَرنا ثَرَى أقْدَامِهِ بالحَوَاجِب
أخْبَرني أبو الفَوَارِس حَمْدَانُ بن عبد الرَّحيم بن سَعيد بن عبد الرَّحيم، قال: حَدَّثني وَالدِي عبد الرَّحيم بن سَعيد، قال: كان عمِّي الرَّئِيس أبو الفَوَارِس حَمْدَان قد قرأ على الشّيخ أبي الحَسَن بن أبي جَرَادَة النَّحو واللُّغَة وعلْم الهَنْدَسَة والنُّجُوم وغير ذلك، واتفق له أنْ خَرَج إلى مَعْرَاثَا الأثَارِب، وهي مُلْكُله، وكانت في يَدِ