للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثُمَّ أنتُم كُنْتُم جوَاري وسُمَّا … ري فبنْتُم لسُوءِ حَظِّي طُرَّا

والّتي كانت القَرِينَة من خَمْسِين … عامًا أبدتْ فِرَاقًا وهَجْرَا

تَرَكَتْني أدُور في الدَّار كالحيـ … ـرَان وَحْدي أُكَابد العَيْشَ ضُرَّا

أكْنسُ الدَّار أُضْرم النَّار أجْلُو … القِدْر أَطْهِي أدقُّ للقِدْر بزْرَا

واقْتِرَاحي عليك أيَّدَكَ اللـ … ـــه بفَخْرٍ منه وزادَكَ فَخْرَا

أنْ تُقْضِي حَوَائِجي قبل أَقْضِي … وتُدَارِي ما أَرْبى قبل أُدْرَا

وإذا أنتَ نمْتَ عنها وما أعددْتَ … للخَطْب قبل يُسْرِكَ يُسْرَا

هَاتِ قُل لي فَمنْ لها غيرِكُم عَوْ … نًا حلا الدَّهْر في فَمِي أو أَمرَّا

فاشْتَرُوا لي وَصِيْفةً أو غلامًا … أو فَرُدُّوا قَريْنَة العُمر قَسْرَا

وكأنِّي بكُم وأنتُم تَقُولُ … ون تُرى عَمُّنَا يُحاولُ أَمْرَا

بَعْدَ عُمرَين عاد يَهوَى التَّصَابي … ويُرَجِّي لبَقْلِهِ له أنْ يُطَرَّا

ذَهَبَ الأطْيَبان هَيْهاتَ أنْ … يشْمَخ مُهْرًا من كان بِرْذَوْن كسْرا

وكانت هذه القَرْيَة معرْبُونيّة حينَ وَهَبَهُ إيَّاها صَاحِبُ الأثَارِب في أواخر سَنَة إحْدَى وعشرين وخَمْسِمائَة دَاثِرَةً مُوْحشةَ الصُّوَى، فنَزَلها وأحْضَر إليها أهْلَهُ، وعمَّر بها دارًا، وأحْضَر إليها فلَّاحين وأَكَرَةً، وعَمر غَامِرَها وزَرَعَهُ واسْتَغَلَّهُ.

وسَيَّرَ إليَّ الصَّدْر أبو مُحَمَّد الحَسَنُ بن إبْراهيم بن الخَشَّاب كَرَارِيْس من شِعْر حَمْدَان بن عبد الرَّحيم بخَطِّهِ، فقَرَأتُ فيها أبْيَاتًا كَتَبَها بعد خُرُوجهِ من معرْبُونيّة إلى جِيْرَانه بها، وهي (١): [من الطويل]

أَسُكَّانَ عُرْشِيْن (a) القُصُور عليكُمُ … سَلَامِيَ ما هَبَّتْ صَبًا وقَبُولُ


(a) ضبطها ياقوت بفتح العين. معجم البلدان ٤: ١٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>