بالإسْكَنْدَرِيَّة من الحافِظ أبي طَاهِر أحْمَد بن مُحَمَّد السّلَفِيّ، وأبي مُحَمَّد عَبْد اللّه بن عبد الرَّحْمنِ العُثْمانيّ، وأبي الطَّاهِر إسْمَاعِيْل بن مَكِّيّ بن عَوْف، وأبي الحُسَين يَحْيَى بن مُحَمَّد بن أحْمَد الرَّازِيّ، وسَمعَ بدِمَشْق من جَمَاعَة لا يَحْضرُني ذِكْرهُم. وحَدَّث بمِصْر وبَغْدَاد والإسْكَنْدَرِيَّة والشَّام.
وكان الوَزِير عَبْدُ اللّه بن عليّ بن شُكْر قد قَصَدَهُ وعَادَاهُ وأهَانَهُ وآذاهُ، فهَرَبَ من الدِّيَار المِصْرِيَّة، وقَدِمَ حلَبَ وَافِدًا على المَلِك الظَّاهِر غَازِي بن يُوسُف بن أَيُّوبَ، فأكْرَمَ مَثْواهُ، وأحْسَنَ قِرَاهُ، ورتَّب له مَعْلُومًا يَرْضاهُ.
وحَدَّثَ بحَلَب، ولَم يَتَّفق لي سَمَاعُ شيءٍ منه لأنَّني ما كُنْتُ اشْتَغَلْت بطَلَب الحَدِيْث حينئذٍ، وسَيَّرَهُ المَلِكُ الظَّاهِر رَسُولًا عنه إلى بَغْدَاد مَرَّتَين، فَحدَّثَ بها وكُتِبَ عنهُ شيء من شِعْره، ثمّ عادَ من حَلَب إلى الدِّيَار المِصْرِيَّة، فصَلُح ما بينَهُ وبين ابن شُكْرٍ، وماتَ بها في مَجْلِسه فَجأةً.
وكَتَبَ إليَّ الإجَازَة من مِصْر في سَنَة أرْبَع عَشرة وسِتّمائة، ورَوَى لنا عنْهُ الحافِظ رَشِيْد الدِّين أبو الحُسَين يَحْيَى بن عليّ القُرَشِيُّ، وكان بعَيْنٍ واحدةٍ، رَحِمَهُ اللّهُ.
أنْبَأنَا القَاضِي الأشْرَفُ أبو القَاسِم حَمْزَةُ بن عليّ بن عُثْمان، وأخْبَرَنا بهِ عنهُ سَمَاعًا أبو الحُسَين يَحْيَى بن عليّ القُرَشِيّ، قال: أخْبَرَنا الحافِظُ أبو طَاهِر السِّلَفَيُّ، ح.
وأخْبَرَنا أبو عليّ حَسَن بن أحْمَد بن يُوسُفَ بالمَسْجِد الأقْصَى، قال: أخْبَرَنا أبو طَاهِر السِّلَفِيُّ، قال: أخْبَرَنا الرَّئِيسُ أبو عَبْد اللّه القَاسِم بن الفَضْل بن أحْمَد الثَّقَفيّ، قال: حَدَّثَنَا أبو عبد الرَّحْمن مُحَمَّد (a) بن الحُسَين السُّلمِيَّ إمْلاءً، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يَعْقُوبَ الحافِظ، قال: حَدَّثَنَا أَيُّوب بن يُوسُف
(a) في الأصل: أحمد، وهو الإمام الحافظ صاحب كتاب طبقات الصوفية.