للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حَدَّثَ عن عَبْد الحَمِيْد بين يَحْيَى الكاتِب، رَوَى عَنْهُ ابنُه يَحْيَى بن خَالِد البرْمَكيّ، وقَدِمَ وهو صَبيٌّ مع أبيهِ برْمَك إلى رُصَافَة هِشَام بن عَبْد المَلِك حين قَدِمَ أبوه على هِشَام، ونَشَأ بها مع وَلد هِشَامٍ، وقَدِمَ حلَبَ صُحْبَةَ المَهْدِيّ حينَ قَدِمَها، وأغْزَاهُ المَهْدِيّ الصَّائِفَة مع ابنهِ هَارُون في سَنة ثَلاثٍ وسِتِّينِ ومائة، وقَلَّد كتابة هَارُون وتَدْبِير أمْر عَسْكَره ابنَهُ يَحْيَى بن خَالِد، وكان خَالد بن برْمَك أحَد العشْرين الّذين اخْتَارهُم الشِّيْعَة لإقَامَةِ دَعْوَة بني العبَّاسِ بعد النُّقَبَاءِ الاثْني عَشَر (a) .

قَرأتُ في كتاب أخْبَار البَرَامِكَة، تأليفُ أبي حَفْصٍ عَمرو بن الأزْرَق الكَرْمَانيّ (١)، قال: وحَدَّثني سَعيدُ بن مَسْلَمَة بن هِشَام بن عَبْد المَلِك، وكان يُحْمل الحَدِيْث عنه، قال: حَدَّثَتني رَضْوَى حَاضِنَة أبي أنَّ خَالِد بن بَرْمَك كان يَبِيْتُ مع مَسْلمَة في لِحَافٍ واحدٍ وهمُا صَبيَّان، وأَنَّهُ نَشَأ معَهُ في مَوضعٍ واحدٍ. قال سَعِيد: وكان مَسْلَمَةُ أبي لا يُوْلَدُ له، فوَصَفَ له بَرْمَكُ دَوَاءً فتَعالَج به فوُلدْتُ له، فكانُوا يُسَمُّوني البرمَكيّ على عَهْد هِشَام.

قال ابنُ الأزْرَقِ (٢): حَدّثني شَيْخٌ قَدِيمٌ، قال: وكان برمَكُ واقفًا بباب هِشَامٍ، فَمَرَّ بهِ مُحَمَّد بن عليّ بن عَبْد اللهِ بن العبَّاسِ، فأعْجَبَهُ ما رَأى من هَيْئَتهِ، فسَألَ عنه، فأُخْبِرَ بقَرَابتهِ من النَّبي صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال لابنِهِ خَالِدٍ بن بَرْمَك: يا بنيّ، إنَّ هؤلاءَ أهْلُ بيتِ النَّبي، وهُم وَرَثَتُه، وأحَقُّ بخِلَافَته، والأمْرُ صَائرٌ إليهم، فإنْ قَدَرْتَ يا بني أنْ يكونَ لكَ في ذلك أثَرٌ تَنالُ به دِينًا ودُنْيا فافْعَل. قال: فَحفِظَ خَالِد ذلك عنه، وعَمِلَ عليه عند خُرُوجهِ في الدَّعْوَةِ، وكان خَالِدُ بن برْمَك أحد العشْرين الّذين اخْتارهُم الشِّيْعَةُ لإقَامَةِ الدَّعْوَةِ بعد النُّقبَاءِ الاثْني عَشَرَ.


(a) الصفحة بعده بياض في الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>