نُدَاري زَمَانًا قد ألَحَّ بصَرْفِهِ … ومَنْ لا يُدَارِي عَيْشَهُ لا يُعَقَّلُ
فخَرَجَ القُرَشِيُّ وهو يَقُول:[من الطّويل]
تَعَلَّمْتُ تَدْنِيْقَ المَعِيْشَةِ بعدَما … كَبِرْتُ وأعْدَاني على اللَّؤْم خَالِدُ
أخْبَرَنا أبو الحَسَن بن أبي عَبْد اللّه بن المُقَيِّر البَغْدَاديّ بالقَاهِرَة، قال: أخْبَرَنا أبو الفَضْل مُحَمَّد بن نَاصِر بن عليّ إجَازَهً، قال: أنْبَأنَا أبو إسْحاق إبْراهيم بن سَعِيد بن عَبْد اللّه الحَبَّال، قال: أخْبَرَنا أبو الحَسَن أحْمَدُ بن مُحَمَّد بن القَاسِم بن مَرْزُوق، قال: أخْبَرَنا أبو الفَتْح إبْرَاهِيمُ بن عليّ بن إبْراهيم قراءةً عليه، وزعَم أنَّ أبا بَكْر مُحَمَّدُ بن يَحْيى أخْبَرَهِم، قال: حَدَّثَنَا أبو أحْمَد عَبد الوَاحِد بن الحَارِث، قال: حَدَّثَنا عَبْدُ اللهِ بن مَوْهُوب الخَازِن، قال: سَمِعْتُ سَعيْدًا لحَاجِبَ يَقول: قال خَالِدُ بن صَفْوَان بن الأَهْتَم (١): دَخَلْتُ على أبي العبَّاسِ السَّفَّاح فصَادفْتُه جالِسًا ليس عنده أحَدٌ، فقُلتُ لَهُ: يا أَمِير المُؤْمنِيْن، إنَّني واللّهِ ما زلتُ منذ قلَّدَكَ اللّهُ الخِلَافَة أطْلُب أنْ أَصِيْرَ إلى مثْل هذا المَوْقفِ منك في الخلوةِ، فإنْ رَأى أَمِيرُ المُؤْمنِيْن أنْ يأمُر بإمْسَاكِ الباب لأفْرُغَ ممَّا أُرِيدُ ذِكْرَهُ له، ونَصِيْحَتي له، فَعَل، فأمَرَ الحَاجِبَ بذلك.
فقُلتُ لَهُ: يا أَمِير المُؤْمنِيْن، لم يمُكنِّي ذِكْرُ ما أردْتُ ذِكْرَهُ لك إلَّا في يَوْمي هذا، قال: قُلْ، قُلتُ: يا أَمِير المُؤْمنِيْن، فَكَّرْتُ في أمْركَ، وأجَلْتُ الرَّأيَ فيكَ، فلم أجِدْ أحَدًا له مِثْل قَدْركَ أقَلّ اتِّسَاعًا في الاسْتِمْتاعِ بالنِّسَاءِ، ولا أَضْيَق فيهنَّ
(١) انظر حكاية خَالِد بن صفوان مع السفاح عند: المعافي الجريري: الجليس الصالح ٢: ٤٥٦ - ٤٥٩، ابن الجوزي: كتاب الأذكياء ١٥٨ - ١٥٩، الإتليدي: إعلام النَّاس بما وقع للبرامكة ١٠٨ - ١١١.