للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال خَالِدٌ: فسَمِعْتُ ضحكًا من خَلْفِ السِّتْر، فأَنِسْتُ، وقُلتُ: نَعَم واللّهِ يا أَمِيرِ المُؤْمنِيْن، وأعْلَمْتُكَ أنَّ بَنِي مَخْزُوم رَيْحَانَةُ قُرَيْشٍ، وأنَّ عندكَ من بَنِي مَخْزُومِ رَيْحَانَتُها، فعندَكَ رَيْحَانَةُ الرَّيْحانِ، وتَطْمَحُ عَيْنُكَ إلى النِّسَاء والجَوَار! فقيل من وَرَاءَ السِّتْر: صَدَقْتَ واللّهِ يا عَمَّاهُ، لهكذا حَدَّثْتَ وبهذا أَخْبَرتَهُ، ولكن غيَّر حَدِيثَكَ، ونَطَق عن غير لسَانك. فقال أبو العبَّاسِ: ما لكَ قَاتَلكَ اللّه وفَعَل بك وفَعَل. وانْسَلَلْتُ فخَرَجْتُ ولَم ألْبَثْ أنْ بَعَثَتْ إليَّ أُمُّ سَلَمَة بعَشَرة آلاف دِرْهَم وتَخْتِ ثِيَابٍ وحَمَلَتني على بِرْذَوْن، وقالت: ارْفَعْ حَوَائِجكَ.

أنْبَأنَا أبو المَحَاسِن سُليْمان بن الفَضْل بن سُلَيمان، قال: أخْبَرَنا عليّ بن أبي مُحَمَّد (١)، قال: أخْبَرَنا أبو القَاسِم زَاهِر بن طَاهِر، قال: أخْبَرَنا أبو بَكْر البَيْهَقِيّ، قال: أخْبَرَنا أبو عَبْد اللّهِ الحافِظ، قال: أخْبَرَنا جَعْفَر بن مُحَمَّد، قال: حَدَّثَنَا إبْراهيِمُ بن نَصْر، قال: حَدَّثَني إبْراهيمُ بن بَشَّارٍ (a)، قال: سَمِعْتُ إبْراهيم بن أدْهَم يَقُول: بَلَغَني أنَّ عُمَر بن عَبْد العَزِيْز قال لخَالِد بن صَفْوَان: عِظْنِي وأَوْجِز، قال: فقال خَالِد: يا أَمِير المُؤْمنِيْن، إنَّ أقْوَامًا غَرَّهم ستْر اللّهِ عزَّ وجلَّ، وفَتَنَهم حُسْنُ الثَّنَاءِ، فلا يَغْلبنَّ جَهْل غيرك بكَ عِلْمكَ بنفْسكَ، أعَاذَنا اللّهُ وإيَّاكَ أنْ نكون بالسّتْر مَغْرُورين، وبثَناءِ النَّاسِ مَسْرُورين، وعن ما افْتَرَض اللّهُ مُتخلِّفين ومُقَصِّرين، وإلى الأهْوَاءِ مَائلين، قال: فبَكَى، ثُمَّ قال: أعاذَنَا اللّه وإيَّاكَ من اتِّبَاعِ الهَوَى.

قال (٢): وأخْبَرَنَا أبو عَبْد اللّه الحافِظ، قال: أخْبَرَنا جَعْفَر بن مُحَمَّد بن نُصَيْر، قال: أخْبَرَنا إبْراهيم بن نَصْر المنصُورِيّ، قال: حَدَّثَني إبْراهيمُ بن بَشَّارٍ، قال: سَمِعْتُ


(a) في تاريخ ابن عساكر: يسار، وما هنا هو الصواب، وهو: إبْرَاهِيم بن بشار الخراسانيّ، خادم إبْرَاهِيم بن أدهم. انظر سير أعلام النبلاء ٧: ٣٨٨ (في تَرْجَمَة إبْرَاهِيم بن أدهم).

<<  <  ج: ص:  >  >>