للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَسْتأذن لهم الوَالي في دُخُول المَسْجِد، فأذِنَ لهم، فمرُّوا في الصَّحْنِ حتَّى دخَلُوا من الباب الّذي يُوَاجهُ القُبَّة، فكان أوَّل ما اسْتقبلوا المقام، ثمّ رفَعُوا رُؤوسَهُم إلى القُبَّة، فخَرَّ رَئيسُهم مغشيًّا عليه، فحُمِلَ إلى مَنْزِلِه، فأقامَ مَا شَاء اللّهُ أنْ يُقِيم، ثمّ أفاقَ فقالُوا بالرُّوميَّةِ: ما قِصَّتكَ، عَهِدْناكَ (a) بالرُّوميَةِ وما نُنْكرُكَ، وصَحِبْتنا في طَرِيقنا هذه فما أنْكَرْناكَ، فما الّذي عَرَضَ لك حين دَخَلْتَ هذا المَسْجِد؟ قال: لأنَّا مَعْشَر أهل رُوْميَة نتَحَدَّثُ أنَّ بَقَاء العَرَب قليل، فلمَّا رأيْتُ ما بنوا عَلِمْتُ أنَّ لهم مُدَّةً سَيَبْلُغونها، فلذلكَ أصَابني الّذي أصَابَني، فلمَّا قَدِمُوا على عُمَر أخْبَرُوه بما سَمِعُوا منه، فقال عُمَر: ألَا أرَى مَسْجِدَ دِمَشْقَ غَيْظًا على الكُفَّارِ! فتَرَك ما كان هَمَّ به من أَمْره.

أنْبَأنَا أبو حَفْص عُمَر بن مُحَمَّد بن طَبَرْزَد، قال: أخْبَرَنا أبو الفَضْل مُحَمَّدُ بن نَاصِر، إجَازَةً إنْ لم يَكُن سَمَاعًا، قال: أخبرنا أبو مُحمَّد عَبْد اللّه بن عليّ بن عبد اللّهِ، قال: أخْبَرَنا أبو مُحَمَّد الجَوْهَرِيّ، قال: أخْبَرَنا أبو الحُسَين بن المُظَفَّر، قال: أخْبَرَنا أبو عليّ المَدَائِنِيّ، قال: أخْبَرَنا أحْمَد بن عَبْد اللّه بن البَرْقِيّ، قال: ومنِ بَجِيْلَة بن أَنْمَار بن إرَاش بن لِحْيَان بن عَمْرو بن الغَوْث بن نَبْت بن مَالِك بن زَيْد بن كَهْلَان بن سَبَأ: يَزِيد بن أسَد بن كُرْز بن عَامِر بن عَبْد اللّهِ بن عَبْد شَمْس بن غَمْغَمَة (b) بن جَرِير بن شقّ بن صَعْب بن يَشْكُر بن رُهْم (ح) بن أَفْرَك بن نُذَيْر بن قَسْر بن عَبْقَر بن أَنْمَار، وهو جَدّ خَالِد بن عَبْد اللّهِ القَسْرِي.

أخْبَرَنا أبو الجَاج يُوسُف بن خَليل بن عَبْد اللّه، قال: أخْبَرَنا أبو مُحَمَّد القَاسِم بن عليّ بن الحَسَن، قال: أخْبَرَنا أبو القَاسِم نَصْر بن أحْمَد بن مَطَّكُوْد السُّوْسِيّ، قال: أخْبَرَنا الحَسَن بن أحْمَد، قال: أخْبَرَنا أبو الحَسَن الرَّبَعِيِّ، قال:


(a) ابن عساكر: عهدنا بك.
(b) مهملة في الأصل: عمعمة.
(c) جوَّده في هذا الموضع بفتح أوله، وانظر: الاشتقاق ٣٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>