للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حَدَّثَنَا أبي، قال: حَدَّثَنَا قُرَّة، عن قَتَادَة، عن مُضَارِب العِجْلِيّ، قال: الْتَقَى رَجُلان من بَكْر بن وَائِل أحدهُما من شَيْبَان والآخر من ذُهْل، فقال الشَّيْبَانِيّ: أنا أفْضَل منك، وقال الذُّهْلِيّ: بل أنا أفْضَلُ منك، فتَحَاكَما إلى رَجُلٍ من هَمْدَان، فقال: لسْتُ مُفَضِّلًا أحدًا منكما على صَاحِبه، ولكنِ اسْمَعا ما أقُول لكُما: من أيّكما كان عِلْبَاء بن الهَيْثَم الّذي قُتِلَ يَوْم الجَمَل وهو سَيِّد ربِيْعَة، وكان يأخُذ في الإسْلَام ألفين وخَمْسِمائَة؟ قال الذُّهْلِيّ: كان منِّي، قال: فمن أيّكما كان حَسَّان بن مَخْدُوج الّذي قُتِلَ يَوْم الجَمَل وهو سَيِّد رَبِيْعَة وكِنْدَة، ونَزَع عنه الأشْعَث بن قَيْس؟ قال الذُّهلِيّ: منِّي، قال: فمن أيّكما كان خَالِد بن المُعَمَّر الّذى بايَعَتْهُ رَبِيْعَة بصِفِّيْن على المَوْت، حتَّى اعْتَقَد لأهْلِ الوَبَر منها ولأهْلِ المَدَر، ونَجَّى الله به أهْلَ اليَمَامَةِ؟ قال الذُّهْلِيّ: كان منِّي، قال: فمن أيّكما كان حُضَيْن بن المُنْذِر صَاحِب الرَّايَة السَّوْدَاء (١): [من الطويل]

لمَنْ رَايةٌ سَوْداءُ يَخْفِقُ ظِلُّها … إذا قيلَ قَدِّمْهَا حُضَيْنُ تَقَدَّما

قال الذُّهْلِيّ: كان منِّي.

أخْبَرَنا أبو نَصْر مُحَمَّد بن هِبَةِ الله، فيما أَذِنَ لنا في روَايَته عنْهُ، قال: أخْبَرَنا الحافِظُ أبو القَاسِم عليّ بن الحَسَن (٢)، قال: أخْبَرَنا أبو بَكْر اللَّفْتُوانيّ، قال: أخْبَرَنا أبو صَادِق مُحَمَّد بن أحْمَد بن جَعْفَر، قال: حَدثَنَا أحْمَد بن مُحَمَّد بن زَنْجُوَيْه، قال: أخْبَرَنا أبو أَحْمَد العَسْكَريّ، قال: مَعْمَر مُخَفَّف كَثِيْر لا نَذْكره، ونَذْكُر مُعَمَّرًا بالتَّشْدِيْدِ لأنَّهُ هو الّذي يُشْكِل، فمنهم خَالِد بن المُعَمَّر السَّدُوسِيّ، رأس بَكْر بن وَائِل في خِلَافَة عُمَر، وهو الّذي غَدَر بالحَسَن بن عليّ وبَايَع مُعاوِيَة، فقال الشَّاعرُ: [من الطويل]

مُعَاوِيَ أَمِّرْ خَالِدَ بن مُعَمَّرِ … مُعَاوِيَ لولا خَالِدٌ لَم تُؤَمَّرِ


(١) الشعر للحضين بن المنذر حسبما تقدم في ترجمته (الجزء السادس)، ويُنسب أيضًا للإمام علي بن أبي طالب، انظر ديوان شعره ٨٧، ١٧٠.
(٢) تاريخ ابن عساكر ١٦: ٢٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>