للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن سِمَاك، عن جَابِر بن سَمُرَة، أنَّ رسُول الله صلَّى اللّهُ عليه وسَلَّم قال (١): تقتُل عَمَّارًا الفئَةُ البَاغِيَة.

فبَانَ، بهذَين الحَدِيْثَين، أنَّ الحَقّ مِع عليّ رَضِيَ اللهُ عنهُ، لأنَّهُ قال في الحَدِيْث الأوَّل: إذا اختَلَف النَّاس كان ابنُ سُمَيَّة مَع الحَقّ، وهو عَمَّار بن يَاسِر، وكان مع عليّ رَضِيِ اللهُ عنهُ، وقال في الحَدِيْث الثَّاني: تقتُل عَمَّارًا الفئَةُ البَاغِيَة، وقَتَلَه أصْحَابُ مُعًاوِيَة رحِمَهُ الله.

وقد أنْبَأنَا عُمَر بن مُحمَّد بن طَبرزَد، قال: أنبأنا أبو غَالبِ أحمد بن الحَسَن ابن البَنَّاء، قال: أخْبَرَنا أبو غَالبِ مُحمَّد بن أحمد بن بشْرَان إجَازَةً، قال: أخْبَرنا أبو الحُسَيْن المَرَاعِيشِيُّ (a)، وأبو العَلاءَ عليّ بن عَبْد الرَّحْمن بن غَيْلَان الوَاسِطِيّ، قالا: أخْبرنَا أبو عَبْد الله إبْرَاهِيْمِ بن مُحمَّد بن عَرَفَة نِفْطَوَيْه، قال: نُسِخَ لي من كتاب مُحمَّد بن عَبْد المَلِك، عن يزِيد بن هارُون، عن العَوَّام بن حَوْشَب، قال: حَدَّثَني أَسْوَد بن مَسْعُود، عن حَنظَلَة (b) بن خوَيْلِد، قال: كنتُ عند مُعاوِيَة بن أبي سُفْيان، فأتَاهُ رَجُلَان يَخْتصِمان في رأس عَمَّار بن يَاسِرٍ رَحِمَهُ الله، كُلُّ واحدٍ منهما يقُولُ: أنا قَتلتُهُ، فقال عَبْدُ الله بن عَمْرو: لتَطِب نفسُ أحَدِكما لصَاحبه! فإنّي سَمِعْتُ رسُولَ اللهِ صلَّى الله عليه وسَلَّم يقُول: تقتُله الفئَةُ البَاغِيَةُ. فقال مُعاوِيَةُ: ألَا تُغْنِي مَجْنُونَكَ يا عَمْرو عنَّا، فما بالُكَ مَعَنَا؟ فقال: إنَّ أبي شَكَاني إلى رسُول


(a) هكذا يتكرر اسمه في كل الروايات التي يتصل سنده بها، بالكنية واللقب فقط، وهو لقب غريب لم نقف على من تَعرض له، ولم نجده ضمن شيوخ ابن بشران، أو ممن أخذ عن نفطويه.
(b) في الأصل: حبلة، "ك". جَبَلة، والصواب ما أثبت، ويقال فيه العنزي والغنوي، (أنظر: التاريخ الكبير للبخاري ٣: ٤٣، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٣: ٢٤٠، تهذيب الكمال للمزي ٧: ٤٣٦) وترجم له ابن العديم في موضعه من حروف المعجم (الجزء السادس)، وأعاد فيها الرواية أعلاه، بسند آخر يتصل بابن حوشب.
والحديث أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ٧: ٥٤٧ (رقم ٣٧٨٣٤)، وابن حنبل في مسنده ١٠: ٤٧ - ٤٩ (رقم ٦٥٣٨)، وانظر المسند الجامع ١١: ٣٠٣ - ٣٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>