للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سَنَة إحْدَى وعشرين، وقيل: بل تُوفِّي بحِمْص، ودُفِنَ في قَرْيَةٍ على مِيْلٍ من حِمْص سَنَة إحْدَى وعشرين أو ثِنْتَيْن وعشْرين، في خِلَافَة عُمَر بن الخَطَّاب، وأوْصَى إلى عُمَر بن الخَطَّاب.

ذَكَرَ البَلاذُرِيُّ في أخْبَار البُلْدانِ (١)، فيما حَكَاهُ عن مُحَمَّد بن سَعْد (٢)، عن الوَاقِدِيّ، قال: أثْبَتُ ما سَمِعْنا في أمْر عِيَاض بن غَنْم أنَّ أبا عُبَيْدَة ماتَ في طَاعُون عَمْوَاس سَنَة ثَمان عَشرة، واسْتَخْلَفَ عِيَاضًا، فوردَ عليه كتابُ عُمَر بتَوْليته حِمْص وقِنَّسْرِيْن والجَزِيْرَة، فسَارَ إلى الجَزِيْرَة يَوْمِ الخَمِيْس للنِّصْف من شَعْبان سَنَة ثَمان عَشرة في خَمْسة آلاف، وعلى مُقَدِّمته مَيْسَرة بن مَسْرُوق العَبْسِيّ، وعلى مَيْمَنَته سَعِيد بن عَامِر بن حِذْيَم الجُمَحِيّ، وعلى مَيْسَرَته صَفْوَان بن المُعَطَّل السُّلَمِيّ، وكان خَالِد بن الوَلِيد على مَيْسَرَته ويقال: إنَّ خَالِدًا لَم يَسر تحت لِوَاء أحدٍ بعد أبي عُبَيْدَة، ولَزِمَ حِمْصَ حتَّى تُوفِّي بها سَنَة إحْدَى وعشرين، وأوْصَى إلى عُمَر، وبعضُم يَزْعُمُ أنَّهُ ماتَ بالمَدِينَةِ، ومَوْتُه بحِمْصَ أثْبَتُ.

أنْبَأنَا أبو اليُمْن الكِنْدِيّ، قال: أخْبَرَنا أبو بَكْر مُحَمَّد بن عَبْد البَاقِي، إجَازَةً إنْ لم يَكُن سَمَاعًا، قال: أخْبَرَنا أبو مُحَمَّد الجَوْهَرِيّ، قال: أخْبَرَنا أبو عُمَر بن حَيَّوْيَه، قال: أخْبَرَنا أحْمَد بن مَعْرُوف، قال: حَدَّثَنَا الحُسَين بن الفَهْمِ، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن سَعْد (٣)، قال: أخْبَرَنا مُحَمَّد بن عُمَر، قال: حَدَّثَنَا عَمْرو بن عَبْدِ اللهِ بن عَنْبَسَة، قال: سَمِعْتُ مُحَمَّد بن عَبْد الله بن عَمَرو بن عُثْمان يَقُول: لَم يَزَل خَالِد بن الوَلِيدِ مع أبي عُبَيْدَة حتَّى تُوفِّي أبو عُبَيْدَةَ، واسْتُخْلفَ عِيَاض بن غَنْم الفِهْريّ، فلم يَزَل خَالِد معه حتَّى ماتَ عِيَاضُ بن غَنْم، فاعْتَزَل خَالِدُ إلى ثَغْر حِمْص فكان فيه وحَبَس خَيْلًا وسِلَاحًا، فلم يَزَل مُقِيْمًا مُرَابِطًا بحِمْص حتَّى نُزِلَ بهِ، فدَخَلَ


(١) فتوح البلدان ٢٣٧.
(٢) لم أقف عليه في طبقاته.
(٣) لم أقف عليه في طبقات ابن سعد، وانظره في تاريخ ابن عساكر ١٦: ٢٧١ - ٢٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>