للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: سَمِعْتُ عُمَر بن الخَطَّاب بعد أنْ ماتَ خَالِد بن الوَلِيد، وعُمَر فيما بين قُدَيْد وعُسْفَان يقُول -وذَكَرَ خالِدًا ومَوْتَهُ- فقال: قد ثُلِمَ في الإسْلَام ثُلْمَةٌ لا تُوْثَق (a)، فقُلتُ: يا أَمِير المُؤْمنِيْن، لَم يكُن رَأيك فيهِ في حَيَاتِهِ على هذا؟ قال: نَدمْتُ على ما كان منِّي إليهِ.

قال مُحَمَّد بن عُمَر: وحَدَّثَني غير يَزيد بن عَبْد المَلِك، قال: حَجَّ عُمَر بن الخَطَّاب ومعَهُ زُبَيْد بن الصَّلْت، وكان كَثِيْرًا ما يُسَايره، قال: فعَرَّسنا من اللَّيْلِ بأسْفَل ثنية غَزَال، فجَعَلت الرِّفَاق تَمُرّ من الشّام يَذْكرونَ خَالِد بن الوَلِيد بعدَ مَوْته، ويقُول رَاجِزُهم: [من الرجز]

إذا رَأيْتَ خالِدًا تجفَّفا … وكان بين الأعْجَمَين منْصفا

وهَبَّت الرّيْحُ شمالًا حَرْجَفا

قال: فجَعَل عُمَر يَتَرحَّم عليهِ، فقال له زُبَيْد: ما وَجَدْتُ مثلَكَ ومثلَهُ إلَّا كما قال الشَّاعر: [من البسيط]

لا أعْرِفنَّكَ بعدَ المَوْتِ تَنْدُبُني … وفي حَيَاتىَ ما زوَّدتني زَادِي

فقال عُمَر: لا تَقُل ذلك، فواللهِ ما نَقِمْتُ على خَالِد في شيءٍ إلَّا فِى اعْطَائه المال، والله لَيْتَهُ بَقِي ما بَقي بالحَمِى حَجَر.

أنْبَأنَا أبو اليُمْن الكِنْدِيّ، قال: أخْبَرَنا أبو البَرَكَات الأنْمَاطِيّ، إجَازَةً إنْ لم يَكُن سَمَاعًا، قال: أخْبَرَنا أحْمَد بن الحُسَين، قال: أخْبَرَنا مُحَمَّد بن عليّ، قال: أخْبَرَنا مُحَمَّدُ بن أحْمَد، قال: أخْبَرَنا الأحْوَصُ بن المُفَضَّل بن غَسَّان، قال: حَدَّثَنَا أبي، قال: حدَّثَني سَعْدُ (b) بن عَامِر، قال: حَدَّثَنَا جُوَيْريَة ولا أعْلَمه إلَّا عن نَافِع، قال:


(a) تاريخ ابن عساكر: لا ترتق.
(b) تاريخ ابن عساكر ١٦: ٢٧٦، ٢٨٠: سعيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>