للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خَالِد بن الوَلِيدِ بالشَّام فحَضَره أُنَاسٌ وهو يَسُوق، فقال بَعْضُهم: والله إنَّهُ ليَسُوق، فسَمِعَهُ فقال: أَجَل فأسْتَعِين الله على ذلك.

وقال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن سَعْد (١)، قال: أخْبَرَنا مُحَمَّد بن عُمَر، قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمن ابن أبي الزَّنَادِ وغيره، قالوا: وقَدِمَ خَالِد بن الوَلِيد بعد أنْ عَزَلَهُ عُمَر بن الخَطَّابِ مُعْتَمِرًا، فمرَّ بالمَدِينَةِ، فلَقِيَ عُمَر، ثمّ رجَع إلى الشَّامِ فانْقَطَع إلى حِمْصَ، فلم يَزَل بها حتَّى تُوفِّي بها سَنَة إحْدَى وعشرين.

قال: وحَدَّثَنَا مُحَمَّد بن سَعْد (٢)، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عُمَر، قال: حَدَّثَني عُمَر بن عَبْد الله بن رَبَاح، عن أبي رَبَاح خَالِد بن رَبَاح، قال: سَمِعْتُ ثَعْلَبَة بن أبي مالكٍ يَقُول: رأيتُ ابن الخَطَّاب بقُبَاء يَوْم السَّبْتِ ومعه نَفَرٌ من المُهاجِرين والأنْصَارِ، فإذا أُنَاس من أهْلِ الشَّام يُصَلُّونَ في مَسْجِد قُبَاء حُجَّاجًا، فقال: مَن القَوْم؟ قالُوا: من اليَمَن، قال: أي مَدَائن الشَّام نَزَلتُمِ؟ قالوا: حِمْص، قال: هل كان من مُغرِّبةٍ خَبَر؟ قالوا: مَوْت خَالِد بن الوَلِيد يَوْم رَحَلْنا من حِمْص، قال: فاسْتَرْجَعِ عُمَر مِرَارًا ونَكَّس، وأكْثَر التَّرَحُّم عليه، وقال: كان والله سَدَادًا لنُحُور العَدُوّ، ميْمُون النَّقِيْبَةِ، فقال له عليّ بن أبي طَالِب: فِلمَ عَزلتَهُ؟ قال: عَزَلْتُه لبَذْلهِ المالَ لأهْلِ الشَّرَف وذوي اللِّسَانِ (a)، قال عليّ: فكُنْتَ تَعْزله عن التَّبْذِيْر في المالِ وتَتْركه على جُنْده؟ قال: لَم يكُن يَرْضى، قال: فهَلَّا بَلوتَهُ؟.

قال: وحَدَّثَنَا مُحَمَّد بن سَعْد (٣)، قال: أخْبَرَنا مُحَمَّد بن عُمَر، قال: حَدَّثَني يَزِيدُ بن عَبْد المَلِك، عن الحَارِث بن الحَكَم الضَّمْرِيّ، عن شَيْخٍ من بني غِفَار،


(a) كتب ابن العديم فوقها "صـ"، والمثبت موافق لما عند ابن عساكر.

<<  <  ج: ص:  >  >>