للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبو عَمْرو مُحَمَّدُ بن مَرْوَان السَّعِيْدِيّ (a)، قال: وقال خَالِد بن يَزِيد بن مُعاوِيَة يَرْثِي جدَّه وأباهُ: [من الوافر]

تجَلَّدْ للعُدَاةِ الشَّامِتِيْنا … ولا تُرَ للحَوَادِثِ مُسْتَكِيْنا

وعَزِّ النَّفْسَ إنْ سَخِطَتْ بصَبْرٍ … يُنَسِيِّها التَّشَكِّيَ والأَنِيْنَا

فقد صَكَّتْ قَنَاتَكَ بالمُرادِي … شَعُوبٌ صَدَّعَتْ منها متُونَا

وغالَتْ مِن بني حَرْبٍ رِجَالًا … هُمُ كانُوا الرِّجَالَ الكَامِلِيْنا

وهُمْ كانُوا الحُمَاةَ منَ المَخَازِي … وهُمُ كانُوا السُّقَاةَ المُطْعِمِيْنا

بإذْن الله والسَّاعِيْنَ فيْما … يُشَرِّفُ أمْرَ دِيْنِ المُؤْمِنِيْنا

فغَالَتْهُم شَعُوبُ غَيَّبَتْهُمْ … وهُمْ عَمَدٌ لأَمْرِ المُسْلَمِيْنا

فلو بَقِيَت (b) نُفُوسُهُمُ علَيْهِمْ … ولَم تجْرزْهُمُ الدُّنْيا المنُونَا

لأصْبَحَ ماءُ أهْلِ الأرْضِ عَدْنًا (c) … وأصْبَح لَحْمُ دُنْياهم سَمِيْنا

رَأيْتُ النَّاس لاقَوا بعدَ جَدِّي … مُعاوِيَةَ الّذي أبْكَى العُيُونا

وبعدَ أخي مُعاوِيَةَ ابنِ أَميِّ … وبَعْدَ أبي يَزِيدَ الأقْوَرِينا

أنْبَأنَا أبو البَرَكَات سَعيد بن هاشِم الأسْدِيّ، قال: أنْبَأنَا مَسْعُودِ بن الحَسَن الثَّقَفِيّ، عن أبي عَمْرو بن مَنْدَة، قال: أخْبَرَنا الحَسَنُ بن مُحَمَّد بن يَوَه (d)، قال: أخْبَرَنا أحْمَدُ بن مُحَمَّد بن عُمَر، قال: أخْبَرَنا أبو بَكْر بن أبي الدُّنْيا، قال: أنْشَدَني أبي لخَالِد بن يَزِيد بن مُعاوِيَة (١): [من المتقارب]

أتَعْجب أَنْ كُنْتَ ذا نِعْمَة … وأنَّكَ فيها شَرِيْفٌ مَهِيْبُ


(a) الأصل: السعدي، وصوابه المثبت كما تقدم في بعض المواضع.
(b) ابن عساكر: لقيت.
(c) ابن عساكر: عذبًا.
(d) مهملة في الأصل على هذا الرسم، وفوقها "صـ"، والإعجام من ابن عساكر ورواية الأبيات فيه ١٦: ٣١٤ - ٣١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>