للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دَفْعِ الهَوَى فأسْتَسْلمُوا إليه مُنْقَادِين. وأمَّا الأعْرَابُ؛ فإنَّ أحدَهُم يَخْلُو بامْرأتهِ فلا يكون الغالبُ عليه غير حُبَّهِ لها، ولا يَشْغَلُهُ شيءٌ عنه، فضَعُفُوا عن دَفْعِ الهَوَى، فتمكَّن منهم، وجُمْلَةُ أمْري فيما رأيتُ، نَظْرةٌ حالَتْ بيني وبين الحَزْم، وحسَّنَتْ عندي رُكُوبَ الإثْم، مثْل نَظْرَتي هذه.

فتَبَسَّم عَبْدُ المَلِك، وقال: أوَكُلّ هذا قد بلَغَ بكَ؟ فقال: واللهِ ما عَرَقَتْني هذه البَليَّةُ قبل وَقْتي هذا، فوَجَّه عَبْد المَلِك إلى آلِ الزُّبَيْرِ يَخْطُبُ رَمْلَة على خَالِد، فذَكَرُوا لها ذلك، فقالت: لا واللهِ أو يُطَلِّق نسَاءَهُ، فطَلَّق امْرَأتين كانتا عندَهُ أحدَيْهما من قُرَيْشٍ والأُخْرى من الأَزْدِ، وظَعَنَ بها إلى الشَّام، وفيها يقول (١): [من الطويل]

أليْسَ يَزِيدُ الشَّوْق في كُلِّ لَيْلَةٍ … وفي كُلِّ يَوْم من حَبِيْبَتنا (a) قُرْبا

خَلِيلي ما من سَاعةٍ تذكُر أَنَّها … من الدَّهْرِ إلَّا فرَّجَت عنِّي الكَرْبَا

أُحبُّ بني العَوَّام طُرًّا لحُبِّها … ومن أجْلها (b) أحْبَبْتُ أخْوَالها كَلْبَا

تَجُول خَلَاخِيْلُ النِّسَاءِ ولا أرَى … لرَمْلَة خلْخَالًا يَجُولُ ولا قُلْبَا

أخْبَرَنا أبو المَحَاسِن بن الفَضْل في كتابهِ، قال: أخْبَرَنا أبو القَاسِم بن أبي مُحّمَّد (٢)، قال: أخْبَرَنا أبو بَكْر مُحَمَّدُ بن مُحَمَّد بن عليّ بن كَرْتيلَا، قال: أخْبَرَنا أبو بَكْر مُحَمَّد بن عليّ الخَيَّاط، قال: أخْبَرَنا أحْمَدُ بن عَبْدِ الله بن الخَضِر السُّوسَنْجَرْدِيّ، قال: أخْبَرَنا أبو جَعْفَر أحْمَدُ بن عليّ بن مُحَمَّد الكَاتِبُ، قال: أخْبَرَنا أبي، قال: أخْبَرَنا


(a) ياقوت: أحبتنا.
(b) البلاذري وياقوت: حبها.

<<  <  ج: ص:  >  >>