للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخْبَرَنا أبو بَكْر عَبْدُ الله بن عُمَر بن عليّ القُرَشيِّ بقِرَاءَتي عليه بحَلَب، قال: أخْبَرَنا أبو السَّعَادَاتِ نَصْرُ الله المُبارَك بن عبد الرَّحْمن بن مُحَمَّد، والكَاتِبهُ شُهدَةُ بنت أحْمَد بن الإبَريّ، ح.

وأخْبَرَنا أبو البَقَاءِ يَعِيْشُ بن عليّ بن يَعِيْش قِراءَةً عليهِ بحَلَب، قال: أخْبَرَنا الخَطِيبُ أبو الفَضْل عَبْدُ الله بن أحْمَد بن الطُّوْسيّ، قالوا: أخْبَرَنا أبو الحَسَن بن العَلَّاف، قال: أخْبَرَنا أبو القَاسِم بن بِشْرَان، قال: أخْبَرَنا أبو العبَّاسِ الكِنْدِيّ، قال: حَدَّثَنَا أبو بَكْر الخَرَائِطِيّ (١)، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن يَزِيد المُبَرَّدُ، قال: حَدَّثَنَا هِشَام، عِن أبي عُبَيْدَة مَعْمَر بن المُثَنَّى، قال: حَجَّ عَبْدُ المَلِك بن مَرْوَان وحَجَّ معه خَالِدُ بن يَزِيد بن مُعاوِيَة، وكان من رِجَالاتِ قُرَيْشٍ المَعْدُودِيْن وعُلَمائهم، وكان عَظِيم القَدْر عندَ عَبْد المَلِك، فبينا هو يَطُوف بالبَيْت إذ بَصُر برَمْلَة بنت الزُّبَيْر بن العَوَّام فعَشِقَها عِشْقًا شَدِيدًا، ووَقَعَتْ بقَلْبهِ وُقُوعًا مُتَمكِّنًا.

فلمَّا أرادَ عَبْدُ المَلِك القفُول هَمَّ خَالِدٌ بالتَّخَلُفِ عنه، فوَقَع بقَلْب عَبْدِ المَلِك تُهْمَة، فبَعَثَ إليه فسَألَهُ عن أمْره، فقال: يا أَمِيرَ المُؤْمنِيْن، رَمْلَة بنت الزُّبَيْر رَأيتُها تَطُوفُ بالبَيْتِ، قد أذْهَلَتْ عَقْلي، والله ما أبْدَيتُ إليك ما بي حتَّى عِيْلَ صَبْري، ولقد عَرَضْتُ على عَيْني النَّوْمَ فلم تَقْبَلْهُ، والسُّلوَّ (a) على قَلْبي فامْتَنَع منه (b)، فأطالَ عَبْدُ المَلِك التَّعَجُّب من ذلك، وقال: ما كُنْتُ أقُولُ إنَّ الهَوَى يَسْتَأسِرُ مثْلَك، فقال: وإنِّي لأشَدُّ تَعجُّبًا من تَعَجُّبك منِّي، ولقد كُنْتُ أقُولُ: إنَّ الهَوَى لا يَتَمكَّنُ إلَّا من صنفَيْن من النَّاسِ: من الشُّعَراءِ والأعْرَابِ؛ فأمَّا الشُّعَراءُ فإنَّهُم ألْزَمُوا قُلُوبَهُم التَّفَكُّرَ في النِّسَاءَ والغَزَلِ، فمال طَبْعُهم (c) إلى النِّسَاء فضَعُفَتْ قُلُوبُهم عن


(a) الخرائطي: السلوى.
(b) ساقطة من كتاب الخرائطي.
(c) الخرائطي: طمعهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>