للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مُجَالَسة النَّاسِ وقد عرفْتَ فَضْلها، ولَزِمْتَ بيتكَ؟ فقال: وهل بقي إلَّا حَاسِدٌ على نِعْمَة أو شَامِتٌ بنكْبَة.

أخْبَرَنا أبو البَرَكَات مُحَمَّد بن أبي الأَمَانَة جِبْرِيل بن المُغِيرَة بن سُلْطان في كِتَابِهِ إليْنَا من الدِّيَار المِصْرِيَّة، ونَقَلْتُه من خَطِّه، قال: أخْبَرَنا أبو الجُيُوش عَسَاكِر بن عليّ بن إسْمَاعِيْل بن نَصْر المُقْرِئ، قيل له: أنْبَأكم أبو عَبْد الله مُحَمَّد بن أحْمَد بن إبْراهيم الرَّازِيّ، قال: أخْبَرَنا أبو الحَسَن مُحَمَّد بن الحُسَين بن مُحَمَّد بن الحُسَين المَعْرُوف بابنِ الطَّفَّالِ، قال: أخْبَرَنا أبو مُحَمَّد الحَسَنُ بن رَشِيْق العَسْكَريّ، قال: حَدَّثَنَا أبو القَاسِم عَبْدُ الله بن الحُسَين المُصْعَبيّ، قال: حَدَّثَنَا أبو رِفَاعَة عُمَارَة بن وَثِيْمَة بن مُوسى بن الفُرَاتِ، قال: قال مُحَمَّد -يعني ابن عَبْدِ اللهِ بن عَبْد الحَكَم-: أوَّلُ مَنْ ضَرَب الدَّنَانِيْر في الإسْلَام عَبْدُ المَلِك بن مَرْوَان، وإنَّما كانت الدَّنَانِيْر تَأتي من بَلَد الرُّوم، ويُطْلَقُ لهم القَرَاطِيْس، وكان يُكْتبُ في رُؤوس الطَّوَامير {لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ} (١) إلى آخر الآيةِ، فلمَّا نَظَر مَلِك الرُّوم إلى الكتاب، قال: ما هذا؟ فقُرئ (a) له: شَتَمُوا إلهَكَ الّذي تَعْبُد، يَعْنُون عِيسَى، فغَضِبَ وكَتَبَ إلى عَبْد المَلِك يَقُول: والله لئن كَتَبْتَ بعد هذا في الطَّوَامير لأنْقُشَنَّ في الدَّنَانِيْر شَتْم نبيِّكَ، فاغْتَمَّ عَبْدُ المَلِكِ، فدَخَلَ عليه خَالِد بن يَزِيد بن مُعاوِيَة وكان دَاهِيًا، فأخْبَره، فقال له خَالِد: لا تَغْتم؛ اجْعَل عندَكَ دَارًا للضَّرْب، واضْرب فيها وامْنَعْهُ القَرَاطِيْسَ فإنَّهُ سيَحْتَاجُ إليها فيأخُذُها على ما شَاء أو أبى (b)، ففَعَلَ، فكان أوَّلَ مَنْ ضَرَبَها في الإسْلَام.


(a) فوقه في الأصل "صـ"، ولعل صوابه: فقيل له.
(b) الأصل: على ما شاء وأبى.

<<  <  ج: ص:  >  >>