قال: وأنتم تَرَونَ حَقًّا عليكم في صَلَاتكم أنْ تَسْتَغفروا للمُؤْمنِيْنَ والمُؤْمِنات؟ قلت نعم، قال: فالْتَفَتَ إلى أصْحَابِه، فقال: ما منهمِ منٍ أحَدٍ يَسْتَغْفِر للمُؤْمنِيْن والمُؤْمِناتِ إلَّا كَتَب الله له من كُلِّ مُؤْمِن ومُؤْمنَة حسَنةً.
قال: وأنتُم تَرَون حَقًّا عليكم أنْ تقُولوا: السَّلامُ علينا وعلى عِبَادِ الله الصَّالِحين؟ قُلتُ: نعم، فالْتَفَتَ إلى أصْحَابهِ فقال: ما منهم من أحدٍ يقُول ذلك إلَّا ردَّ الله عليه السَّلام من كُلِّ عَبْدٍ صَالحٍ من أهْلِ السَّماءِ والأرْض مَضَى أو هو كائن إلى يَوْم القِيامَة.
ثُمَّ قال: هل فيكم ذو القَرْن يقُوم إليه طِفْلٌ من أطْفَالهِ فيرد قولَهُ، ويَصْرفُ وَجْهَهُ؟ قُلتُ: قد كان ذلك، قال: هَيْهاتَ هلكَتْ هذه الأُمَّةُ لن تقُومَ السَّاعَةُ على دِيْنٍ أرقّ من هذا الدِّيْن، وأرجُو أنْ يكُون كذب إِنْ شَاءَ الله، فقُلْتُ لعُرْوَة: كم تَعدُّون القَرْن؟ قال: ابنُ ستِّين سَنَة. واللَّفْظُ لابن حَزْم.
أنْبَأنَا أبو نَصْر بن الشِّيْرَازيّ، قال: أخْبَرَنا الحافِظُ أبو القَاسِم (١)، قال: أخْبَرَنا جَدِّي أبو المُفَضَّل يَحْيَى بن عليّ القُرَشِيّ القَاضِي، قال: أخْبَرَنا عَبْدُ الرَّزَّاق بن عَبْدِ الله بن الحَسَن، ح.
قال الحافِظُ: وحَدَّثَنَا أبو مُحَمَّد عبد الرَّحْمن بن أحْمَد بن صَابِر، قال: أخْبَرَنا عليّ بن الحَسَن بن عَبْد السَّلام، وعبد الله بن عَبد الرَّزَّاق بن عَبْد الله، ح.
قال: وأخْبَرَنا أبو القَاسِم بن السُّوْسِيّ، قال: أخْبَرَنا أبو الحَسَن بن أبي الجَزُور، قالوا: أخْبَرَنا أحْمَد بن مُحَمَّد بن أحْمَد العَتِيْقِيّ، قال: حَدَّثَنَا مَنْصُور بن جَعْفَر بن مُلاعِب، قال: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله بن مُحَمَّد النَّحْوِيّ، قال: حَدَّثَنَا ابنُ قُتَيْبَة، قال: حَدَّثَنَا أبو حَاتِم، عن العُتْبِيّ، قال: لَزِمَ خَالِد بن يَزِيد بَيْته، فقيل له: كيف تَرَكْت