للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: فثَنى رجْلَهُ عن بَغْلتِهِ، وقال: هَاكها فارْكَبها، فأنْتَ أحقُّ بها منِّي. فلمَّا مَضَى سألتُ عنه فقيل: هو أبو تَمَّام حَبِيْبُ بن أَوْسٍ الطَّائيُّ.

قَرأتُ بخَطِّ أبي الفَتْح أحْمَد بن عليّ المَدَائِنِيّ الحَلَبِيِّ في مَجْمُوع وَهَبْنيه وَالدِي رَحِمَهُ اللهُ، قال (١): وحَدَّثَ أيْضًا حَجْظَة، قال: حَدَّثَنِي خَالِد الكَاتِبُ، قال: أُدْخلتُ على إبْراهيمَ ابن المَهْدِيّ، وأنا غُلَامٌ، فقال لي: أنتَ خَالِدٌ؟ قُلتُ: نَعَم، قال: أنْشدني شيئًا، قُلتُ: أعزَّ الله الأَمِيرَ، أنا حَدَثٌ أمْزَحُ وأقُول في شُجُون نَفْسِي، لا أمْدَحُ ولا أهْجُو، فإنْ رَأى الأَمِير أنْ يُعْفِيَني فَعَل، فقال: واللهِ لتقُولنَّ؛ فإنَّ الّذي تَقُوله في شُجُون نَفْسكَ أشَدُّ لدَوَاعي البَلَاءِ، فأنْشَدتُهُ (٢): [من مجزوء الكامل]

عَاتَبْتُ نَفْسِي في هَوَا … كَ فلَم أجِدْهَا تَقْبَلُ

وأطَعْتُ دَاعِيَها إليْـ … ــكَ ولم أُطِعْ من يَعْذُلُ

لا والّذي جَعَل الوُجُـ … ـــوهَ لحُسْن وَجْهِكَ تَمْثُلُ

لا قُلْتُ إنَّ الصَّبْر عنْـ … ــكَ من التَّصَابي أجْمَلُ

قال: فصَاحَ إبْراهيم: وَايْ عليك إبْراهيم! ثُمَّ أنْشَدَهُ: [من الخفيف]

لو تَرَى ما أراهُ مِنكَ إذا ما … جَالَ ماءُ الشَّبَاب في وَجْنَتَيْكَ

لتمَّنْيتَ أنْ تُقَبِّل خَدَّيْـ … ـــكَ وإنْ لم تَصِلْ إلى خَدَّيْكَ

كذا نَقَلتُهُ من خَطِّهِ (a).

ثُمَّ أنْشَدتُه (٣): [من الرمل]

عِشْ فَحُبِّيْكَ سَرِيعًا قَاتِلي … والضَّنَى (b) إنْ لم تَصِلْني وَاصِلي


(a) كتب ابن العديم هذه العبارة في الهامش، ولعل يريد: وجنتيكا، خدَّيكا.
(b) الفوات والوافي: والهوى.

<<  <  ج: ص:  >  >>