للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقُلتُ: يا أُسْتَاذُ، أُرِيْدُ أَرَقَّ من هذا، فقال لي: اكْتُب (١): [من الطويل]

تكَوَّنَ من نُور الإله بلا مَسِّ … بقَول عَزِيْز: كُنْ من الرُّوْح بالقُدْسِ

فلمَّا رَأتْهُ الشَّمْسُ أُخْمِدَ نُورَها … وقالَتْ لهُ: بالله أنْتَ من الإنْسِ

فقال لها: إنِّي أظُنُّكِ ضرَّتي … وخَمَّسَ بالكَفِّ المَلِيْح على الشَّمْسِ

فقُلتُ: يا أُسْتَاذُ، أُرِيْدُ أَرَقَّ من هذا، فقال لي: قد تقَدَّمتُ إلى المَنْزل أنْ يُصْلحُوا عَدَسًا بسَلِيْق، وأنا ألْقاكَ غدًا بشيءٍ رَقِيقٍ، وتَرَكَني وانْصَرَفَ.

ونَقَلْتُ من خَطِّ أبي الفَتْح المَدَائِنِيّ المَذْكُور في هذا المَجْمُوعِ: حدَّثَ أبو بَكْرٍ، قال: حَدَّثَني صَدِيْقٌ لي، قال (٢): كُنْتُ ببَغْدَاد فرأيْتُ خالِدَ الكاتِبَ يُخَاطِب غُلامًا وهو يَقُول له: [من السريع]

ما آنَ أنْ يَرْحَمَني قَلْبُك؟

فقال الغُلَامُ: لا.

فقَال خَالِدٌ: حتَّى مَتَى يَلْعَبُ بي حُبُّكَ؟

فقال الغُلَام: أبَدًا.

فقال خَالِدٌ: وكَم أُقَاسِي فيك جُهْدَ البَلَا؟

فقال الغُلَامُ: حتَّى تَمُوت.

فقال خَالِدٌ: لا كُلّ (a) ذا يا سَيِّدِي حَسْبُك (b)

فقال الغُلَامُ: بَلَى (c)


(a) الجواهر المضية: لأجل.
(b) الجواهر المضية: حبُّك.
(c) الجواهر المضية: بلا.

<<  <  ج: ص:  >  >>