للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال خَالِدٌ: لا أعْدَمَ الله فُؤادِي الهَوَى

فقال الغُلَامُ: آمين.

فقال خَالِدٌ: يَوْمًا ولا جَرَّبَهُ قَلْبُكَ

فقال الغُلَام: فَعَل الله ذاكَ.

فقال خَالِدٌ: إنْ كان رَبِّي قد قَضَى ذا (a) الهَوَى

فقال الغُلَامُ: فما عليَّ أنا؟

فقال خَالِدٌ: وشِدَّةَ الحُبِّ، فما ذَنْبُكَ؟

فقال الغُلَامُ: سَلْ نَفْسَكَ!

قال المُحَدِّثُ: فقُلتُ للغُلَام: أمَا تَسْتَحي من هذا الرَّجُل في جَلَالتهِ؟ فقال: فَدَيْتُكَ؛ كُلُّ مَنْ يَلْقَى يقُول له مِثْلَ هذا.

ذَكَرَ اليُوسُفِيّ صَاحِب الرَّسَائِل، وهو في غَالِب ظَنِّي أحْمَد بن يُوسُف، قال: وحَدَّثَني أبو الحَسَن الشَّهْرَيَاريّ أنَّ خَالِدًا وقَعَ بينَهُ وبين الحَلَبِيِّ الشَّاعر - الّذي يقُول فيه البُحْتُرِيّ (١): [مجزوء الوافر]

سَل الحَلَبِيَّ عن حَلَبٍ

وهي قَصِيدَةٌ - خِلَافٌ في مَعنى شِعْره (b)، فقال له الحَلَبِيّ: لا تَعْدُ طَوْرَك فأُخرسَكَ، فقال له خَالِدٌ: لَسْتَ هُناكَ ولا فيْك مَوضِع للهِجَاءِ، ولكن ستَعْلَمُ أنِّي


(a) الجواهر المضية: ذاك.
(b) الأغاني: خلاف شعر.

<<  <  ج: ص:  >  >>