للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَحْفَظُها ويَعْقلها، إلَّا دَخَل الجنَّة. فقال لي عُمَر بن الخَطَّاب: لتَأتينَ على هذا بَبيِّنةٍ أو لأُنَكِّلَنَّ بكَ، فشَهِدَ لي شَيْخُ قُرَيْشٍ عُثْمانُ بن عَفَّان، فأجازَ شَهَادتَهُ.

أخْبَرَنا أبو اليُمْن الكِنْدِيُّ، فيما أَذِنَ لَنا أنْ نَرْويَهُ عنْهُ، قال: أخْبَرَنا أبو البَرَكَات عَبدُ الوَهَّاب بن أَحْمَد الأنْمَاطِيّ، إجَازَةً إنْ لم يَكُن سَمَاعًا، قال: أخْبَرَنا أحْمَدُ بن الحَسَن بن خَيْرُون المُعَدَّلُ، قال: أخْبَرَنا أبو القَاسِم بن بِشْرَان، قال: أخْبَرَنا أبو عليّ ابن الصَّوَّافِ، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عُثْمان بن أبي شَيْبَةَ، قال: حَدَّثَنَا المِنْجَابُ بن الحَارِث، قال: أخْبَرَنا أبو عَامِر الأسَدِيّ، عن ابن سَمْعَان المَديْنِيّ، قال: قد أسْنَدَهُ. قال المِنْجَابُ: وأخْبَرَني به أيضًا بعضُ أصْحَابنا وهو خَلًّاد الأحْوَل، عن قَيْس بن الرَّبِيْع، قال: قال خُرَيْم بن الفَاتِك الأسَدِيُّ: كان بَدْو إسْلَامي أنِّي أضْلَلْتُ إبلًا لي، فَخَرجْتُ في طَلَبها، حتَّى إذا كُنْتُ بأَبْرق العَزَّافِ (a)، وهو وادٍ لا يتَوارى جنّهُ، وأجَنَّني اللَّيْل، أنَخْتُ رَاحلَتي وعَقَلْتُها، ثمّ قُلتُ: أعُوذُ بعَظِيم هذا الوَادِي، أَعُوذ بسَيِّدِ هذا الوَادِي. قال ابنُ سَمْعَان: وهو قَوْلُ الله عزَّ وجلَّ {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا} (١)، قال: فإذا هاتِفٌ يَهْتِفُ بي لا أرَاهُ وهو يَقُول: [من الرجز]

وَيْحَكَ عُذ باللهِ ذي الجَلَالِ … والمَجْدِ والنَّعْمَاءِ والإفْضَالِ

ووَحِدِّ اللهَ ولا تُبَالِ … ما هَوَّلَ الجِنّ منَ الأهْوَالِ

قال: فاسْتَوَيْتُ جالِسًا، واقْشَعَرَّ جِلْدِي وأَفْزَعَني، فقُلْتُ: [من الرجز]

يا أيُّها الهَاتِفُ ما تَقُولُ … أرَشَدٌ عندَكَ أم تَضْلِيْلُ

ابِنْ لنا هُدِيْتَ ما الحَوِيْلُ


(a) الأصل: العراف.

<<  <  ج: ص:  >  >>