للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقَرأ عليه عامَّة مُصَنَّفاته، وسَمعَ من أبي طَاهِر أحْمَد بن مُحَمَّد بن أحْمَد السِّلَفِيّ، وكان لهُ شِعْرٌ حَسَنٌ.

اجْتَمَعْتُ به بالبَيْت المُقَدَّس، وكان مُتَصدَّرًا بها لإقْرِاءِ القُرْآن العَظيْم، وإفَادة عِلْم العَرَبِيَّة، وكان يَتَردَّد بها إلى عّمِي أبي غَانمِ، ولم يَتَّفق لي سَمّاع شيء منه، وأجازَ لي الرِّوَايَةَ عنه، ولمَّا خَرب البّيْت المُقَدَّس انْتَقَل إلى دِمَشْق وسَكَنَها إلى أنْ ماتَ.

رَوَى لنا عنْهُ أبو الحُسَين يَحْيَى بن عليّ القُرَشِيّ العَطَّار بمِصْر، وأبو الفِدَاء إسْمَاعِيْل بن حَامِد بن عبد الرَّحْمن بن المُرَجَّى القُوصِيّ، وأبو الفَتْح نَصْرُ اللَّه بن أبي العِزّ بن أبي طَالِب الشَّيْبَانِيّ بدِمَشْق شَيئًا من شِعرْه.

وذَكَرَ لي ابن الصَّفَّار عنه أنَّهُ دَخَلَ حَلَب في سَفَره إلى بَغْدَاد.

أنْشَدَنا أبو المَحَامِد إسْمَاعِيْل بن حَامِد، وأبو الحُسَين يَحْيَى بن عليّ القُرَشِيّ، وأبو الفَتْح نَصْر اللَّه بن أبي العِزّ بن أبي طَالِب الصَّفَّار، قالُوا كُلّهم: أنْشَدَنا تَقِيّ الدِّين أبو مُحَمَّد خَزْعَل بن عَسْكَر بن خَلِيل الشَّنَائِيِّ لنَفْسِه، وقد سَأله بعضُ الفُضَلَاء أنْ يُنْشِدَهُ من شِعرْه، فقال بَدِيْهًا، وأجازَ ذلك لنا فيما أجَازَهُ (١): [من الطويل]

يقُولونَ أنْشِدْنا مِنَ الشِّعْرِ قِطْعَةً … فقُلْتُ أَمِثْلي يُنْشِدَ السَّادَةَ الشِّعْرَا

ومَنْ كانَ مثْلي في الحَضِيْض مَحلُّهُ … أُيْنشِدُ شِعْرًا مَنْ عَلَا قَدْرُهُ (a) الشِّعْرَى

أخْبَرَنا أبو الفِدَاء إسْمَاعِيْل بن حَامِد بن عبد الرَّحْمن بن المُرَجَّى القُوصِيّ، قال: أنْشَدَني الإمَامُ العالِمُ المُقْرِئ النَّحْوِيّ اللُّغَويّ العَرُوضِيّ تَقِيّ الدِّين أبو مُحَمَّد


(a) بغية الوعاة: قصره.

<<  <  ج: ص:  >  >>