للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خَزْعَلُ بن عَسْكَر، رَحِمَهُ اللَّهُ، لنَفْسِه في أقْسَام الوَاوَاتِ في العَرَبيَّةِ، وكنتُ سَألتُه أنْ ينْظِمها حَالةَ قراءتي عليهِ بقُوْص، عندَ قُدُومهِ إليها حَاجًّا في جُمَادَى الآخرة سَنَة تِسْعٍ وثمانينِ وخَمْسِمائَة. [من الطويل]

ومُمْتَحِنٍ يَوْمًا ليَهْضمَني هَضْما … عن الوَاو كَم قِسْمًا فقُلْتُ لَهُ نَظما

فَقِسْمَتُها عِشْرونَ ضَرْبًا تتابَعَتْ … فدُونَكَها إنِّي لأَرْسُمُها رَسْمَا

فأَصْلٌ وإضْمَارٌ وجَمْعٌ وزائدٌ … وعَطْفٌ ووَاوُ الرَّفْع السِّتَّة الأَسْمَا

ورُبَّ ومَعْ قد نابَتِ الوَاوُ عَنْهُما … ووَاوُكَ في الأَيْمَانِ فاسْتَمِعِ العِلْما

ووَاوُكَ للإطْلَاق والواوُ أُلْحِقَت … ووَاوٌ بمَعْنى إذْ فدُونَكَ والحَزْمَا

ووَاوٌ أتَتْ بعدَ الضَّمِيْرِ لغائبٍ … ووَاوُكَ في الجَمْعِ الّذي يُوْرِثُ السُّقْما

ووَاوُ الهِجَا والحالِ وَاسْمٌ لِمَا لَهُ … سِنامَانِ من دُوْنِ الجَمَالِ بِهِ يُسْمَى

ووَاو في تَكْسير دَارٍ ووَاوُ إذْ … وواوُ ابْتِدَاءٍ ثمّ عَدِّي بها تمَّا

قال أبو الفِدَاء: وهذا الإمَام تَقِيّ الدِّين رَحِمَهُ اللَّهُ أوَّل مَن اشْتَغَلْتُ عليه بعِلْم العَرَبِيَّةِ، ورَوَيْتُ عنه جُمْلَةً من الكُتُب الأدَبيَّةِ، فرَضِيَ اللَّهُ عنهُ رِضْوَانًا وَاسِعًا، فلقد كان للدِّين والفَضْل جَامِعًا، ولقد أقام في البيت المُقَدَّسِ، حَرَسَهُ اللَّهُ، مُدَّة سنين مُؤَهَّلًا لإقراء كتاب اللَّهِ تعالى، ولنَفْعِ المُسْلِميْن، ووَرَدَ إلى دِمَشْقَ، وأقامَ بها لمَّا غَلَبَ على القُدْس اسْتِيْلَاءُ المُشْرِكين، طَهَّرَهُ اللَّه منهم ببَرَكَةِ سَيِّدِ المُرْسَليْنَ، وأهْل بَيْته الطَّاهِرين، وأصْحَابهِ المُنْتَجبيْن. وتُوفِّي بدِمَشْقَ، وكانَ مَوْلدُهُ بالدِّيَار المِصْرِيَّةِ في بَلْدَةٍ يقال لها: شَفَا وقرون.

أخْبَرَني الحافِظ أبو الحُسَين يَحْيَى بن عليّ العَطَّارُ القُرَشِيُّ، قال: الشَّيْخُ أبو المَجْد خَزْعَلُ بن عَسْكَر بن خَلِيل الشَّنَائِيّ النَّحْوِيّ المُقْرِئ، هذا كان أحَد القُرَّاء المَشْهُورين، عَارِفًا بالعَرَبِيَّةِ، ذَكَرَ لنا أنَّهُ دَخَلَ بَغْدَاد، وقَرأ على الأنْبارِيّ أكْثَر

<<  <  ج: ص:  >  >>