للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تَصَانِيْفه، وعند رُجُوعه من بغداد قُطِعَ عليه الطَّريق، وأُخِذَ جميعُ ما كان معه من الكُتُبِ، وأقام بعد ذلك بالبَيْت المُقَدَّس زَمانًا يُقْرئ النَّاسَ القُرْآن، ثمّ تحوَّل إلى دِمَشْقَ واسْتَوْطَنها إلى أنْ تُوفِّي بها، وكانت وَفاتُه في الثَّالث والعشْرين من شَهْر رجَب سَنَة ثَلاثٍ وعشرين وسِتمائة، وذَكَرَ لي غيرُه أنَّهُ دُفِنَ بمَقَابرِ باب الصَّغير.

أنْبَأنَا الحافِظُ أبو مُحَمَّد عبد العَظِيْم بن عَبْد القَوِيّ المُنْذرِيّ، قال في ذِكْر مَنْ ماتَ سَنَة ثَلاثٍ وعشرين وستمائة في كتاب التَّكْمِلَة لوَفَيَات النَّقَلَة (١): وفي الثَّالثِ أو الثَّاني والعشرين من رجَب تُوفّي الأدِيْبُ الفَاضِلُ أبو المَجْد خَزْعَلُ بن عَسْكَر بن خَلِيل الشَّنيُّ (a) المُقْرِئ النَّحْوِي اللُّغَويُّ، بدِمَشْق، ودُفِنَ من الغَدِ ببابِ الصَّغير. حدَّثَ بشيءٍ من شِعْره، وكان يَذْكُر أنَّهُ سَمِعَ من الحافِظ أبي طَاهِر أحْمَد بن مُحَمَّد الأصْبَهَانِيّ، وأنَّهُ دَخَلَ بَغْدَاد، وقَرَأ على الكَمَالِ أبي البَرَكَات عبد الرَّحْمن بن مُحَمَّد الأنْبارِيّ أكْثر تَصَانِيْفه، وعند عَوْدِه من بَغْدَاد قُطعَ عليه الطَّريق، وأُخِذَ ما كان معَهُ من الكُتُب، أقْرأَ القُرآن الكريم بالبَيْتِ المُقَدَّس مُدَّةً، ثمّ تحوَّل إلى دِمَشْقَ، وسَكَنَها إلى أنْ ماتَ.


(a) كذا قيَّد نسبته في الأصل، وفي كتاب المنذري: الشنائي.

<<  <  ج: ص:  >  >>