قَرأتُ بخَطِّ أبي الفَتْحِ أحْمَد بن عليّ المَدَائِنِيّ الحَلَبِيِّ من مَجْمُوعهِ الّذي وَهَبْنيْه وَالدِي رَحِمَهُ اللَّهُ: تَعْلِيق من شِعْر المَلِك العَزِيز فَنَّاخُسْر ابن المَلِك الأعْظَم شَاهنْشَاه جَلَال الدَّوْلَةِ أبي طَاهِر: [من الكامل]
إنْ كان فَرْعُكَ ذا كَرِيْمَ المَغْرَسِ … فاترُكْ مُجَالَسَةَ الذَّليلِ المَعْطِسِ
وابْغِ العُلَى بفَوَارسٍ قد آثَرُوا … لَثْمَ الرِّمَاحَ على الظِّبَاءِ الكُنَّسِ
وإذا دَعُوتَهُمُ ليَوْمِ كَرِيهةٍ … والخَيْلُ بينَ مُقَعَّصٍ ومُدَعَّسِ
لَبسُوا القُلُوب على الدُّرُوعِ وأقْبَلُوا … يتَنازَعُونَ على ذَهَابِ الأنْفُسِ
قال: وله في إِيْوَان كِسْرَى، وأنْشَدَني وَالدِي هذين البَيْتَيْن: [من الكامل]
يا أيُّها المَغْرُور بالدُّنْيا اعْتَبِرْ … بدِيَارِ كِسْرَى فَهْيَ مُعْتَبَرُ الوَرِى
عَمَرَتْ زَمَانًا بالمُلُوكِ وأصْبَحَتْ … مِن بَعْدِ حَادِثَةِ الزَّمانِ كَمَا تَرَى
قال وله: [من البسيط]
وبالقَطِيْعَةِ مِن بَغْدَادَ لي قَمَرٌ … نَفْسِي تقطَّعُ مِن وَجدٍ بِهِ قِطَعَا
أُصَانِعُ القَلْبَ عنْهُ وَهْوَ في يَدِهِ … يَجْنِي علَيهِ ولا يُعْنى بما صَنَعَا
أَشْكُو إلى اللَّهِ قَلْبًا في تقَلُّبَهِ … فإنَّ قَلْبي وطَرْفي في دَمِي شَرِعَا
يا مَنْ فُؤادِي أَسِيْرٌ في بُيُوتِهِمْ … يُعَلُّ فيهِمْ بكَاسَاتِ الأَسَى جُرَعَا
إنِّي لأسْأَلكُمْ بُقْيَا على كَبِدِي … فلا تَظُنُّوا سُؤَالِيْها لكُمْ هَلَعَا
إلَّا مَخَافَة أنْ تسْتأصِلُوا بدَمِي … فتَهلِكُوا وفُؤادِي في الغَرَام مَعَا
أهْلَ القَطِيْعَةِ هُم أهْلُ القَطِيْعَةِ بل … أهْلُ الخِيَانَةِ لا أظْهَرُوا البِدَعَا
هُمُ تصَدَّوا فصَدُّوا بَعْدَ أنْ ملَكُوا … وأوْرَثُونا ولَم يَرْثُوا لنا جَزَعًا
إنِّي إذا سَمِحُوا يَوْمًا بقُرْبِهِمُ … فلَسْتُ أُفْكِرُ فيمَن شَحَّ أو مَنَعَا