للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخْبَرَنا أبو هَاشِم عَبْدُ المُطَّلِب بن الفَضْل، قال: أخْبَرَنا أبو سَعْد عَبْدُ الكَريم بن مُحَمَّد السَّمْعَانيّ، قال: أخْبَرَنا الحُسَين بن عَبْد المَلِك بن الحُسَين الرَّازِيّ بأصْبَهَان بقِرَاءَتي عليه، قال: أخْبَرَنا أبو القَاسِم عُمَر بن عَبْد المَلِك بن عُمَر الفَقِيهُ الكَاتِبُ في كتابهِ للمَلِك العَزيز: [من الطويل]

خَلِيليَّ هذا الدَّهْرُ ما تَرَيانِهِ … خُمُولُ نَبِيْهٍ أو عُلُوُّ سَفِيْهِ

فإن تَسْأَلُوني ما الّذي قد لَقِيْتُهُ … فأيْسَرُ ما لاقيْتُ ما أنا فيْهِ

نَقَلْتُ من خَطِّ أبي الحَسَنِ عليِّ بن مُقَلَّد بن عليّ بن مُنْقِذ في تَارِيْخهِ، وذَكَرَ أحْوَالَ سَابِق بن مَحْمُود بن نصْر بن صالح بن مِرْدَاس، وضَعْف أمْره، وقال في أثْناءِ كَلامه: والأَميرُ سَديْد المُلْكِ مُقيم بالجِسْر لعِلْمه أنَّ الدَّاءَ قد أَعْضَل، وكان سَبَب ذلك أَنَّ الأَمِيرَ بَهَاءَ الدَّوْلَةِ ابن المَلِك فَنَّاخُسْرُو، وهو خَاله، قد نَزَلَ قَالَ من مِصْر لمَّا تَوَلَّى ابن أُخْتهِ حَلَب، كانت جَارِيَتُه قد اعْتَقَلَها أميرُ الجُيُوش بَدْر بمِصْر، وأرَادَ يَضْرب رَقَبَهَا لأنَّها كانت أوْفَى طَبَقَةً في الغِنَاء، فكان الأُمَرَاءُ بمِصْر يتَقَاتلُونَ عليها، فقُتِلَ من أجْلها عدَّة من الأُمَرَاءِ، فقال لسَابِق: ما يَقْدر أحدُ يُخَلِّصُ جَارِيتي وأوْلَادِي إلَّا الأَمِيرِ سَدِيْد المُلْك، فإنَّني رأيْتُ له بمِصْر صِيْتًا وَافِيًا، وقال مَنْ بها: لو كان جَعَل مقرَّهُ بمِصْر عِوَض طَرابُلُس كانت الدَّوْلَة في قَبْضَته، فثَقُلَ على الأَمِير إلى أنْ كَتَبَ وسَيَّر إلى أمير الجُيُوش في أمْر الجَارِيَةِ، فقال: واللَّهِ ما أردتُ أُخْرجُها أبدًا من الحَبْس، ولكنِّي لا أردُّ مَسْألَةَ ذلك المُحْتَشم، فسَيَّرَها إلى طَرابُلُسِ إلى دَار جَدِّي، فأحْضِرَها إلى حَلَب ومعها ابناها: دَارَا، وبَهْمَن، فلمَّا حضَرت في مَجْلِس سَابِق أوَّل صوْتٍ غَنَّتْ: [من الكامل]

نَفْسِي فدَاؤكَ كيفَ تَصْبِرُ طَائِعًا … عن فِتْيةٍ مثْل البُدُور صِبَاحِ

حَنَّتْ نُفُوسُهُم إليكَ فأعلَنُوا … نَفَسًا يَغُلّ مَسَالكَ الأرْوَاحِ

<<  <  ج: ص:  >  >>