يا مُوسَى، تفرَّغ للعِلْم إنْ كُنْتَ تُريده؛ فإنَّ العِلْم لمَن تَفَرَّغ له، ولا تكُوننَّ مِكْثارًا بالمَنْطِق مِهْذَارًا، فإنَّ كَثْرة المَنْطِق تَشِيْن العُلَمَاء، وتُبْدي مَسَاوئ السُّخَفاءِ، ولكن عليكَ بالاقْتِصَادِ؛ فإنَّ ذلك من التَّوْفِيقِ والسَّدَاد، واعْرض عن الجُهَّالِ وبَاطِلهِم، واحْلُم عن السُّفَهاء، فإنَّ ذلك فِعْلُ الحُلَماءِ، وزَيْنُ العُلَمَاءِ، إذا شَتَمكَ الجَاهِل فاسْكُت عنه حلْمًا، وجَانبْهُ حَزْمًا، فإنَّ ما بَقي من جَهْلهِ عليك وسَبِّهِ إيَّاكَ أعْظَم.
يا ابن عِمْران، ولا ترى أنَّك أُوْتِيت من العِلْم إلَّا قَليلًا؛ فإنَّ الانْدِلاثَ والتَّعَسُّف من الاقْتحَام والتَّكَلُّف.
يا ابن عِمْران، لا تَفْتَحنَّ بابًا لا تَدْرِي ما غَلْقُهُ، ولا تُغْلقنَّ بابًا لا تَدْري ما فَتْحهُ.
أنْبَأنَا مُحَمَّد بن هِبَةِ اللَّه، قال: أخْبَرَنَا أبو القَاسِم بن أبي مُحَمَّد (١)، قال: أخْبَرَنَا أبو طَاهِر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد اللَّهِ السِّنْجِيّ، وأبو مُحَمَّد بَخْتِيار بن عبد اللَّه الهِنْدِيُّ، قالا: أخْبَرَنَا أبو عليّ الحَسَن بن مُحَمَّد بن عَبْد العَزِيْز بن إسْمَاعِيْل التَّكَكِيّ، قال: أخْبَرَنَا أبو عليّ بن شَاذَان، قال: أخْبَرَنَا عُثْمان بن أحْمَد السَّمَّاكُ، قال: حَدَّثَنَا الحَسَن بن عَمْرو، قال: سَمِعْتُ بِشْر بن الحَارِث يَقُول: قال مُوسَى للخَضِر عليهما السَّلام: أَوْصِنيّ، قال: سَتَرَ اللَّهُ عليكَ طَاعَتهُ.
أخْبَرَنَا الشَّريفُ أبو هاشِم عَبْدُ المُطَّلِب بن الفَضْل الهاشِميُّ، قال: أخْبَرَنَا أبو سَعْد عَبْد الكَريم بن مُحَمَّد بن منْصُور السَّمْعَانيّ، إجَازَةً إنْ لم يَكُن سَمَاعًا، قال: أخْبَرَنَا أبو بَكْر وَجِيْهُ بن طَاهِرٍ الشَّاهِدُ بقِرَاءَتي عليه في دار أبيهِ الخَلِيل، ح.