للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: رأيتُ في المَنَام كأنَّ النَّاس حُشرُوا، فأرى سَوادًا عظيمًا ينطلقُونَ (١)، فقُلتُ: مَنْ هؤلاء؟ قال: هؤلاء المُقْتَتِلُون منِ أصْحَاب مُحمَّد رسُول الله صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّم، قُلتُ: فأين ينطلقُونَ؟ قالوا: إلى الجَنَّة، قُلتُ: سُبحان الله! وبينما هُم يتطاعنُون بالرِّمَاح إذ صَارُوا إلى الجَنَّة؟! قال: فقالُوا: وما تُنْكِر من رَحْمَةِ اللهِ تعالَى.

وأنْبأنَا أبو الحَسَن عليّ بن مُحمَّد بن أحمد الصَّابُونِيّ، قال: أنْبَأنَا أبو مُحمَّد بن أحمد النَّحْويّ، قال: أخْبَرنَا أبو الحسُيْن بن الفَرَّاء، قال: أخْبَرَنا أبو طَاهِر البَاقِلَّانيّ، قال: أخبَرَنا أبو عليّ بن شَاذَان، قال: حَدَّثَنَا أبو الحَسَن بن نِيْخَاب، قال: حَدَّثَنا إبْرَاهِيْمِ بن الحُسَيْن، قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بن سُلَيمان، قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بن اليَمَان، قال: حدَّثنا سُفْيان الثَّوْرِيّ، عن الأَعْمَش، عن أبي وَائِل شَقِيق بن سَلَمَة، عن أبي مَيْسَرة عَمْرو بن شُرحْبيل الهَمْدَانِيّ، قال: رأيتُ عَمَّار بن يَاسِر وذا الكَلَاع في المَنام في ثيابٍ بيضٍ بأقبِيَة الجَنَّة، فقُلتُ: ألَم يَقْتُل بعضُكم بَعْضًا؟ فقالُوا: بلى، ولكنَّا وَجَدْنا الله وَاسع المَغْفرة.

وقال: حَدَّثنا إبْرَاهِيمِ بن الحسُيْن، قال: حَدَّثنا يَحْيَى، قال: حَدَّثَنا يَزِيد بن هارُون، قال: أخْبَرَنا العَوَّام بنُ حوْشَب، عن عَمْرِو بن مُرُّة، عن أبي وَائِل، قال: رأيتُ أبو مَيْسَرة -وكان مِنِ أفاضِل أصْحَاب ابن مسْعُود- قال: رأيتُ في المنام كأنِّي دَخَلتُ الجنَة فإذا قِبَاب مضْرُوبةُ، فقُلتُ: لِمَن هذه؟ فقالوا: لذي الكَلَاع وحَوْشَب، قال: وكانا ممَّن قُتل مع مُعاوِيَةَ بصِفِّيْن، قال: فقُلتُ: فأين عَمَّار وأصْحَابهُ؟ قالُوا: أمَامَكَ، قُلتُ: قد قَتَل بعْضُهم بَعْضًا!؟ فقيل لي: إنَّهم لَقُوا اللهَ فوَجَدُوه واسِعَ المَغْفرة، قال: قُلتُ: فما فَعَلَ أهْلُ النَّهْرِ -يعني الخَوَارِجَ- قال: لَقُوابَرْحًا (٤).


(a) مهملة الأول، والبَرْح: الشدائد والدَّواهي. (لسان العرب، مادة: برح)، وربما كانت: تَرَحًا: وهو نقيض الفرح.

<<  <  ج: ص:  >  >>