للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سُفْيان بن عُيَيْنَة، قال: رأيْتُ رَجُلًا في الطَّوَاف، حَسَن الوَجْهِ، حَسَن الثِّيَاب، مُنِيْفًا على النَّاسِ، قال: فقُلْتُ في نَفْسِي: يَنْبَغي أنْ يكُون عند هذا عِلْم، قال: فأتَيْتُه فقُلتُ: تُعَلِّمنا شيئًا، لعلَّ شَيئًا؟ قال: فلم يُكَلِّمني حتَّى فَرَغَ من طَوَافه، قال: فأتَى المَقَام فصَلَّى خَلْفَهُ رَكْعَتَيْن خفَّفَ فيهما، ثُمَّ قال: أتدرُونَ ماذا قال رَبّكم؟ قال: قُلْنا: وماذا قال رَبُّنا؟ قال: أنا المَلكُ الّذي لا أَزُول، فهَلمُّوا إليَّ أجْعَلكم مُلُوكًا لا تَزُولُونَ، ثُمَّ قال: أتدرُونَ ماذا قال رَبّكم؟ قال: قُلنا: ماذا قال ربُّنا؟ قال: أنا المَلِكُ الحَيُّ الّذي لا أَمُوت، فهَلمُّوا إليَّ أجْعَلكم أحْيَاءً لا تَمُوتُونَ، ثُمَّ قال: أتدرُونَ ماذا قال رَبِّكم؟ قال: قُلنا: ماذا قال [رَبُّنا] (a)؟ قال: أنا الّذي إذا أرَدْتُ أمْرًا أقُول له كُن فيكُون، يعني فهَلمُّوا إليَّ أجْعَلكم إذا أردتُم أمْرًا قُلْتم له: كُن، فيكُون.

قال ابنُ عُيَيْنَة: فذَكَرْتُه لسُفْيان الثَّوْرِيّ فقال: أمَّا أنا فعندِي أنَّهُ كان ذاك الخَضِر عليه السَّلام ولكن لَم يَعْقلْهُ.

أنْبَأنَا مُحَمَّد بن هِبَةِ اللَّه القَاضِي، قال: أخْبَرَنا عليّ بن أبي مُحَمَّد (١)، قال: حَدَّثَنَا أبو القَاسِم إسْمَاعِيْلُ بن مُحَمَّد بن الفَضْلِ إمْلاءً، قال: حَدَّثَنا عَبْدُ الوَاحِد بن إسْمَاعِيْل الرُّويَانِيّ في كتابهِ، قال: أخْبَرَنا أبو مُحَمَّد عَبْدُ اللَّهِ بن جَعْفَر الخَبَّازِيّ، قال: سَمِعْتُ أبا الحَسَن النَّهَاوَنْدِيّ الزَّاهِد (b) في ديَار المَغْرب يَقُول: لَقِيَ رَجُلٌ خَضِرًا النَّبِيّ عليه السَّلام، فقال له: أفْضَل الأعْمَال اتِّبَاع رسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم والصَّلاة (c) عليه، قال الخَضِر وأفْضَل الصَّلَوَات عليه ما كان عند نَشْرِ حَدِيثهِ وإمْلَائهِ، يُذْكَر باللِّسَانِ، ويُكْتب في الكتاب، ويُرْغب فيهِ شَدِيْدًا، ويُفْرَح به كَثِيْرًا، وإذا اجْتَمَعُوا لذلك حَضَرتُ ذلك المَجْلِس معهم.


(a) ساقطة من الأصل، والإضافة من تاريخ ابن عساكر.
(b) ابن عساكر: الزاهدي.
(c) ابن عساكر: فالصلاة.

<<  <  ج: ص:  >  >>