للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا مَلْكَ مِصْرَ ومَلْكَ الشَّامِ واليَمَنِ … ومَنْ عَسَاكِرُهُ في البَرِّ والسُّفُنِ

ومَنْ تَمَلَّكَ ما لَم يَحْوِهِ مَلِكٌ … ما يلحَقُ المَرْءُ مِن هذا سِوى الكَفَنِ

فاسْتَغنمِ الخَيْرَ فالدُّنْيا على أحَدٍ … ليسَتْ تَدُوم وهَذي عَادَهُ الزَّمَنِ

أخْبَرَنا أبو الفِدَاء القُوصِيّ، قال: هذا المَلِكُ الظَّافِر مُظَفَّر الدِّين الخَضِرُ بن يُوسُف، رَحِمَهُ اللَّهُ، كان كَرِيْمًا لطَالِب جَاهِهِ، ومُسْتَرفد رفْده، وجَمَعَ لي في طَرِيق مكَّة تلكَ السَّنَة بين تَلَطُّفه وحُسْن وُدّه إلى أنْ وَصَل عَسْكَرٌ من الدِّيَار المِصْرِيَّة برجُوْعهِ عن وِجْهَتهِ ورَدِّه، فصُدَّ ونحنُ ببَدْرٍ عن تَتْمِيم قَصْدِه، وكان يُخْشَى من دُخُوله إلى اليَمَن، وقَلَّمَا تَسْلَمَ المُلُوكُ أو الرَّعَايا من حَوَادِث الزَّمَن، وكان شَقِيْقَ أخيهِ المَلِك الأفْضَلِ نُور الدِّين أبي الحَسَن، وكانَ مَوْلدُهُ بالقَاهِرَة في خَامِس شَعْبان سَنَة ثَمانٍ وسِتِّين وخَمْسِمائَة، أخْبَرَني بذلك شَيْخُنا الإمَام عِمَادُ الدِّين ذو البَلَاغتَيْن الأصْبَهَانِيُّ الكَاتِبُ.

بَلَغَني خَبَرُ وَفَاة المَلِك الظَّافِر خَضِر أنَّهُ تُوفِّي بحَرَّان في جُمَادَى الأُوْلَى سَنَة سَبْعٍ وعشرين وسِتّمائة.

<<  <  ج: ص:  >  >>