للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بلوائك، فحمَلَ به، وسَطَعَ الغُبَارُ حتَّى حَالَ بينهم وبينَ السَّماء، وثَبَتَ العسكَران، فقال هاشِمُ بن عُتْبَة: واللهِ إنَّ لهؤلاءَ القَوْم لشَأنًا! واللهِ ما حَملتُ بلوائي هذا على عَسْكر قَطُّ إلَّا زَعْزَعْتُهُ، وتجالَد العسكَران بالسُّيُوفِ، وحَمَل المِرْقَالُ وهو يَقُول: [من الرجز]

أَعْوَر يَبْغي أَهْلَهُ مَحَلَّا … قَدْ عالجَ الحيَاةَ حتَّى ملَّاه

لا بُدَّ أنْ يقتَلَ أو يُفَلَّا

وأخْبَرَنا أبو الحَسَن عليّ بن مَحْمُود بن أحمد إجَازَةً، قال: أنْبَأنَا أبو مُحمَّد عَبْدُ اللهِ ابن أحمد، قال: أخْبَرنا أبو الحُسَيْن بن الفَرَّاءَ، قال: أخْبَرَنا أبو طَاهِر البَاقِلَّانِيّ، قال: أخْبَرَنا أبو عليّ بن شَاذَان، قال: حَدَّثَنَا أبو الحَسَن بن نِيْخَاب، قال: حَدَّثَنا إبْرَاهِيْم بن الحُسَيْن، قال: حَدَّثَنا يَحْيَى بنُ سُلَيمان، حَدَّثَني نَصْرُ بن مُزَاحِم (١)، قال: حَدَّثني عَمْرُو بن شَمِر، عن جَابِر الجعفِيّ، عن أبي جَعْفَر مُحمَّد بي عليّ، وزَيْد ابن الحَسَن بن عَليّ، ورِجُل منهم آخر قد سَمَّاهُ (a)، قالوا: اسْتَعْملِ عليّ على مُقَدِّمَته الأشْتَر النَّخَعِيِّ، ثمّ سَار في خَمْسين ومائة ألف، وسَار إليه مُعاوِية في نحوٍ من ذلك من أهْل الشَّام، واسْتعمل على مُقَدِّمتَهُ أبا الأعْوَر السُّلَمِيّ؛ سُفْيان بن عَمْرو، حتَّى تَوافَقا بقُنَّاصِرين (b) إلى جانب صفِّيْن، فأتَي الأشْتَرُ -وأبو الأعْوَر قد سَبَقَهُ إلى المُعَسْكر- وكان الأشْتَر في أربعةِ آلافٍ من مُسْتَنْصري (c) أهل العِرَاق، فأزالُوا أبا الأعْوَر عن مُعَسْكره، وأقْبل مُعاوِيَةُ في جَمعْ الفَيْلَقِ (d)، فلمَّا رأى ذلك الأشْتَر


(a) سمَّاة المنقري: محمد بن المطلب.
(b) كذا ورد مضبوطًا، ومثله في كتاب نصر، وفي: "حتى توافَوا
جميعًا بقناصرين"، وابن عساكر ٦٥: ١٥٣، والذي عند ياقوت: قاصرين: بلدُ قرب بالس. معجم البلدان ٤: ٢٩٧، وانظر: ابن شداد: الأعلاق الخطيرة ١/ ٢: ٦.
(c) وقعة صفين: متبصِّري.
(d) وقعهْ صفين: في جميع الفيلق، وفي نسخة أخرى منه ما يوافق المثبت.

<<  <  ج: ص:  >  >>