هِبَة اللَّه الكُتَامِيّ بالإسْكَنْدَرِيَّة يَقُول: حَكَى -يَعْني: أبا حَامِد المُفَضَّل بن عُبَيْد اللَّهِ بن المُرَطّلِ الطَّرابُلُسِيّ بها- أنَّ خَيْثَمَة كان يَشْهَد بطَرابُلُس، قال: ولمَّا عَلا سِنُّه امْتَنع من حُضُور مَجْلِسِ القَاضِي، فوَرَد أمْرُ السُّلْطانِ بأنْ يَحْضُر القَاضِي الجَامعَ، ويَحْضُر خَيْثَمَة عندَهُ هناكَ فيُؤدِّي شَهادَتَهُ، قال: وكان خَيْثَمَةُ يَقُول: إذا رأَيْت أصْحَابَ الخُلْقانِ الغُرَبَاءَ هِبْتُهم؛ فالعِلْمُ عندَهُم وتحتَ خُلْقَانهم.
أنْبَأنَا أبو نَصْر مُحَمَّد بن هِبَةِ اللَّه الشَّافِعيّ، قال: أخْبَرَنا أبو القَاسِم عليّ بن الحَسَن (١)، قال: قَرأتُ بخَطِّ أبي الفَرَج غَيْث بن عليّ: سَألتُ أبا بَكْر الخَطِيبَ (٢) عن خَيْثَمَة بن سُلَيمان الأطْرَابُلُسِيّ، فقال: ثِقَةٌ ثِقَةٌ. قُلتُ: يُقالُ إنَّهُ كَان يَتَشَيَّعُ! قال: ما أدْري غير أنَّهُ جَمَعَ (a) فَضَائِل الصَّحَابَة؛ لَم يَخُصّ واحدًا عن الآخر.
أخْبَرَنا أبو الحَسَن مُحَمَّد بن أحْمَد بن عليّ القُرْطُبِيّ، قال: أخْبَرَنا الحافِظُ أبو مُحَمَّد القَاسِم ابن الحافِظ أبي القَاسِم عليّ بن الحَسَن، قال: أخْبَرَنا أبو نَصْر الحَسَنُ بن مُحَمَّد بن إبْراهيم الأصْبَهَانِيّ إجَازَةً، وأخْبَرَنا أبي عنهُ، قال: أخْبَرَنا أبو الفَضْل المَقْدِسِيّ، ح.
وأخْبَرَنا به عَاليًا الحافِظ أبو مُحَمَّد عَبْد القَادِر بن عَبْد اللَّه الرُّهَاوِيّ في كِتَابِهِ إليْنَا غير مَرَّة، قال: أخْبَرَنا أبو مَسْعُود عبد الرَّحيم بن أبي الوَفَاء بن أبي طَالِب الحَاجِيّ، قال: أخْبَرَنا أبو الفَضْل مُحَمَّد بن طَاهِر المَقْدِسِيّ، قال: أخْبَرَنا أبو مُحَمَّد الحَسَنُ بن عليّ بن الحَسَن الشَّيْزَرِيّ بحَلَب، قال: أخْبَرَنا أبو عَبْد اللَّه الحُسَين بن عَبْدِ اللَّه بن مُحَمَّد بن إسْحاق بن أبي كَامِل بأطْرَابُلُس الشَّام، قال: سَمِعْتُ خَيْثَمَة بن سُلَيمان بن حَيْدَرة يَقُول: رَكِبْتُ في البَحْر وقصَدْتْ جَبَلَة أسْمَعُ من يُوسُفَ بن