للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كَتَبَها في جَوَابِه، وهو يَقُول: أنا والله لا أُسَلِّمهُ أبدًا، فطَابَ قَلْبُ دُبَيْس عند ذلك واطْمأنَّ.

وقد ذَكَرَ الفَقِيهُ مَعْدَانُ بن كَثِيْر البَالِسِيّ فِعْل مَالِك بن سالم في قَصِيدَةٍ مَدَحَهُ بها، قَرأتها بخَطِّ الشَّيْخ أبي الحَسَن عليّ بن عَبْد الله بن أبي جَرَادَة. أخْبَرَنا بها شَيْخُنا أبو اليُمْن زَيْدُ بن الحَسَن الكِنْدِيّ إجَازَةً، عن أبي الحَسَن المَذْكُور، قال: أَنْشَدَني الفَقِيهُ الأدِيْبُ أبو المَجْد مَعْدَانُ بن كَثِيْر في الأَمِير أبي العِزّ مَالِك بن سَالِم بن مَالِك، يَذْكُر وُفُود الأَمِير مَلِكُ العَرَب دُبَيْس بن صَدَقَة بن مَزْيَد عليه، أوَّلُها: [من المديد]

سَنَحَتْ بالغَيْلٍ آجَالُ … لِلُّيُوثِ الغِيْلِ تَغْتَالُ

قال فيها:

ودُبَيْسٌ حِينَ مَالَ بهِ … دَهْرُهُ والدَّهْرُ مَيَّالُ

واشْمَأزَّ النَّاسُ قَاطِبَةً … مِنهُ أجْوَادٌ وبُخَّالُ

غيرُ قَيْلِ أَرْوَعٍ نَدُس … لَمْ يرُعْهُ القِيْلُ والقَالُ

بَلْ تفَدُّاهُ وَقَالَ لَهُ: … اُدْنُ وَلْيَنْعَمْ لَكَ البَالُ

ثُمَّ لمَّا أنْ تَكَنَّفَهُ … وَاسِعُ الأرْجَاءِ مِحْلَالُ

آهِلٌ بالعِزِّ فاءَ لَهُ … مِنهُ إكْرَامٌ وإجْلَالُ

وحَبَاهُ بالصَّفَاءِ أخٌ … حَافِظٌ للوُدِّ وَصَّالُ

فَلَأدْنَى ما تَكَنَّفَهُ … رَغْبةً في وُدِّه المَالُ

وإذا نَفْسُ الفَتَى بُذِلَتْ … سَهُلَتْ خَيْلٌ وآبَالُ

فتُرى عَوْفٌ وإخْوَتُها … بالَّذي أوْلَيْتَ جُهَّالُ

ولَقْد نُبِّئْتُ أنَّهُمُ … شَكَرُوا والقَوْمُ قُفَّالُ

<<  <  ج: ص:  >  >>