للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكَر ابنُ خَرْدَاذْبَه (١): أنَّ أصْحَاب الرَّقِيْم في عَمَل من أعْمَال الرُّوم يُسَمَّى: تَرْقَسِيْسْ (a)، وفيه من الحُصُون أَفْسِيس في رُسْتَاق الأوَاسِي، وهي مَدِينَة أصْحَاب الكَهْفِ، وذَكَرَ أنَّهُ قَدْ قُرئ في مَسْجِدهم كتابًا بالعَرَبيَّةِ بدُخُول مَسْلَمَة بلاد الرُّوم.

كَتَبَ إلينا أبو الفُتُوح نَصْر بن أبي الفَرَج بن عليّ الحُصْرِيّ من مَكَّة شرَّفَها اللهُ، أنَّ أبا عَبْد الله مُحمَّد بن العبَّاس بن عَبْد الحَمِيْد الحرَّانيّ أخْبرَهُم، قال: أخْبَرَناه النَّقِيْبُ أبو الفَوَارِس طَرَّاد بن مُحمَّد بن عليّ الزَّيْنَبِيّ، قال: أخْبَرَنا أبو الحَسَن أحمدُ ابنُ عليّ بن الحَسَن بن البَادَا، قال: أخْبَرنا أبو مُحمَّد عَبْدُ الله بن إسْحَاق الخُرَاسَانيّ، قال: أخْبَرَنا عَمُّ أبي عليّ بن عَبْد العَزِيْز، قال: أخَبَرَنا أبو عُبَيْد القَاسِم بن سَلَّام (٢)، قال: حَدَّثَنا يَزِيد بن هارُون، عن هِشَام بن حَسَّان، عن ابن سِيْرِيْن، أنَّ عُمَر ابن الخَطَّاب اسْتَعْمل عُمَيْر بن سَعيد -أو: سَعدٍ؛ شَكَّ أبو عُبَيْدٍ- على طَائِفَةٍ من الشَّامِ، فقَدِمَ عليه قِدْمَةً، فقال: يا أَمِير المُؤمِنين، إنَّ بينَنا وبين الرُّوم مَدِينَةٌ يُقالُ لها: عَرْبَ سُوس، وإنَّهم لا يخفُون على عَدُوِّنَا من عَوْراتنا شيئًا، ولا يُظهرونا على عَوْراتهم (٣)، فقال لَهُ عُمَر، فإذا قَدِمْتَ فَخَيِّرهُم بين أنْ تُعْطِيَهُم مكان كُلّ شَاةٍ شَاتَيْن، ومكان كُل بَعير بعيرَين، ومكان كُلّ شيءٍ شَيْئَين، فإنْ رَضُوا بذلك فأَعْطِهم، وخَرِّبها، فإنْ أبَوْا فانْبِذ إليهم، وأجِّلهُم سنةً ثمّ خَرِّبها، فقال: اكتُب لي عَهْدًا بذلك، فكتَبَ لَهُ عَهْدًا، فلمَّا قَدِمَ عُمَيْرٌ عليهم عَرَض عليهم ذلك، فأبَوْا فأجَّلَهُم سنَةً ثمّ أخْرَبَها.


(a) حروفها الثلاثة الأولى مهملة في الأصل، والرسم المثبت من كتاب ابن خرداذبه (مصدر النقل)، وقدامة: الخراج ١٩١، وعند المسعودي (التنبيه والإشراف ١٧٧): ترقسين.

<<  <  ج: ص:  >  >>