للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبو عُبَيْدٍ (١): فهذه مَدِينَةٌ بالثَّغْر من ناحيةِ الحَدَث يُقالُ لها: عَرْب سُوْس، وهي مَعْرُوفةٌ هُناك، وقد كان لهم عَهْدٌ، فصَاروا إلى هذا، وإنَّما نَرَى عُمَر عَرَض عليهم ما عرضَ من الجَلَاءِ، وأنْ يُعْطَوْا الضّعْفَ من أمْوَالهم، لأنَّهُ لم يتحقَّق ذلك عندَهُ من أمرهم، أو أنَّ النَّكْث كان من طَوَائف منهمِ دُون إجْماعِهم، ولو أطْبَقَتْ جماعَتُهم عليه ما أعْطاهُم من ذلك إلَّا القِتَال والمُحارَبة.

وقد وقع في غير هذه الرِّوَايَة عن طَرَّاد، قال: أخْبَرَنا أبو الحَسَن بن البَادَا، قال: أخْبَرنا أبو عَليّ حَامِد بن أحمد الهَرَوِيّ، قال: أخْبَرَنا عليّ بن عَبْد العَزِيْز، أخْبَرَنا بذلك أبو إسْحَاق إبْرَاهِيْم بن عَبْد الوَاحِد بن عليّ بن سُرُور المَقْدِسِيّ وأبو الفَرَج عَبْد الرَّحْمن بن نَجْم بن عَبْد الوهَّاب الحَنْبَلِيَّان، فيما أجازاهُ لي، وقد سَمِعْتُ من كُلِّ وِاحدٍ منهما بدمَشْق، قالا: أخْبَرَتنا الكَاتبَةُ شُهْدَة بنتُ أحمد بن الفَرَجِ بن عُمَر الإِبَرِيّ، قالت: أَخْبَرَنا النَّقِيبُ أبو الفَوَارِس طَرَّاد بن مُحمَّد بن عليّ الزَّيْنَبِيّ، قال: أخْبَرَنا أبو الحَسَن أحمد بن عليّ بن الحَسَن المَعْرُوفُ بابنِ البَادَا، قال: أخْبرنا أبو عَليّ حَامِد بن أحمد الهَرَوِيّ، قال: أخْبَرَنا أبو الحَسَن عليّ بن عَبْد العَزِيْز البَغَوِيُّ، قال: أخْبَرَنا أبو عُبَيْد القَاسِم بن سَلَّام، فذكره بإسْنَادِه مثلَهُ.

وإنَّما وقَعَ الاخْتلَاف من أبي الحَسَن بن البَادَا؛ لأنَّ أبا عليٍّ الهَرَوِيّ المذكُور في هذا الإسْنَادِ الثَّاني وأبا مُحمَّدٍ الخُرَاسَانيّ المَذْكُور في الإسْنَاد الأوَّل كانا يَرْويان كتابَ الأمْوَالِ لأبي عُبَيْدٍ الّذي هذا الحَدِيْث منهُ عن عليّ بن عَبْد العَزِيْز، وِسَمعَهُ أبو الحَسَن بن البَادَا عنهما جميعًا، ورَوإه لطَرَّادٍ الزَّيْنَبِيّ عنهما، فروَاهُ طَرَّادٌ مَرَّةً عن ابن البَادَا عن أبي عليٍّ، ومرَّةً عن ابن البَادَا عن أبي مُحمَّد، واللهُ أعْلَمُ.

وعُمَير المذكُور في الحَدِيْثِ هو: عُمَيْرُ بن سَعْد بن شُهَيْد بن قَيْس بن النُّعْمان الأَوْسِيّ الأنْصاريّ، وَلَّاه عُمَر بن الخَطَّاب، رَضِيَ اللهُ عنهُ، حِمْص وقِنَّسْرِيْن، وكان


(١) كتاب الأموال ١: ٢٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>