من أصْحَاب رسُول الله صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم، وَسَنَذْكُره في حَرْف العَين (١) في مَوْضِعه من كتابنا هذا إنْ شَاءَ اللهُ تعالَى.
أنْبَأنَا عَبْد الصَّمَد بن مُحمَّد القَاضِي، عن أبي الحَسَنِ عليّ بن المُسَلَّم السُّلمِيّ، قال: أخْبَرَنا أبو القَاسِم بن أبىِ العَلاءَ، قال: أخْبَرَنا أبو نصْرٍ بن الجَنَدِيّ، قال: أخْبَرَنا أبو القَاسِم بن أبي العَقَب، قال: أخْبَرنا أبو عَبْد المَلِك القُرَشِيّ، قال: حَدَّثَنا مُحمَّد بنُ عَائِذ، قال: قال الوَلِيدُ: حَدَّثَنا غيرُ واحدٍ ممَّن سَمِعَ هِشَام بنَ حَسَّان أنَّ مُحمَّد بن سِيْرِبْن حَدَّثَهُ أنَّ عُمَيْرَ بن سَعْد كان يَعْجَبُ عُمَر بن الخَطَّاب، فكان من عجبهِ بهِ يُسَمِّيه نَسِيْج وَحْدِه، وبَعَثَهُ مرَّهً عِلى جَيْشٍ منٍ قِبَل الشَّامِ، فقَدِمَ مرَّةً وَافدًا فقال: يا أَمِيرَ المُؤمِنِين، إنَّ بينَنا وبين عَدُوِّنا مَدِينَةً يُقالُ لها عَرْبَ السُّوْس، يُطْلِعُونَ عَدُوّنا على عَوْرَاتنا ويَفْعَلُونَ ويفْعلُون، فقال عُمَرُ: إذا أتيتَهم فخَيِّرهم أنْ يَنْتَقلُوا من مَدِينَتهم إلى كذا وكذا، وتُعْطيهم مكان كُلّ شَاةٍ شَاتَيْن، ومكانَ كُلّ بَقَرَهَ بَقَرتَيْن، ومَكان كُلِّ شيءٍ شَيْئَين، فإنْ فَعَلُوا فأَعْطِهِم ذلك، وإنْ أبَوْا فانْبِذ إليهمِ، ثمّ أجِّلْهُم سَنَةً، ففال: يا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ، اكْتُب لي عَهْدَك بذلك، فكتبَ له عهْدَهُ، فأرْسلَ إليهم، فعَرَضَ عليهم ما أمرَهُ بهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ، فأبَوْا فأجَّلَهُم سنَةً، ثمّ نابذَهُمِ، فقيل لعُمر: إنَّ عُمَيْر قد خرَّب عَرْب السُّوْس وفَعَلَ وفَعَل، فتَغَيَّظَ عليه عُمَرُ، ثمّ إنَّهُ قَدِمِ بعدَ ذلك وَافدًا ومعَهُ رَهْطٌ من أصْحَابهِ، فلمَّا قَدِم عليه علَاهُ بالدِّرَّة، وقال: خرَّبْتَ عرْبَ السُّوْس، وهو ساكتٌ لا يقُول له شيئًا، ثمّ قال لأصْحَابه: مُبَرْنَسيْن مُبرْنَسِين! ضَعُوا بَرَانسَكُم، قال عُمَيْرٌ: ضَعُوا بَرانسَكُمُ ثَكِلَتْكُم أُمَّهاتُكُم، إنَّكم واللهِ ما أنتُم بهم، فَوَضَعُوا بَرَانسَهُم، فقال عُمَرُ: مُعَمَّمِيْنَ مُعَمَّمِيْن! ضَعُوا عَمَائكُم، قال عُمَيْرٌ: ضَعُوا عَمَائمَكُم فإنَّا واللهِ ما نحنُ بهم، فقال: مُكَمَّمِيْنَ مُكَمَّمِيْنَ! ضَعُوا كَمَائكُم، فقال عُمَيْرٌ: ضَعُوا كَمائمَكُم، فإذا عليهم