للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أربَعْ بطُوْسٍ على القَبْر الزَّكيِّ بهِ … إنْ كُنْت تربَعُ من دِيْنٍ على وَطَرِ

قَبْران في طُوْسَ خَيْرُ النَّاسِ كُلِّهِمُ … وقَبْر شَرِّهم هذا من العِبَرِ

ما ينفَعُ النَّحْس (a) من قُرْب الزَّكِيّ ولا … على الزَّكيَّ بقُرْب النَّحْسِ (b) من ضَرَرِ

هَيْهات كُلّ امْرِئٍ رهنٌ بما كَسَبَت … يَدَاه حَقًّا فخُذْ (c) ما شِئْتَ أو فَذَرِ

قال العبَّاس: والقَبْران اللَّذان ذَكَرهُما بطُوْس: قَبْر هَارُون، والآخر قَبْر الرِّضَا عليّ بن مُوسَى، فواللهِ ما كَافأهُ، وكان سَبَب نِعْمته بَعْدَ اللهِ عزَّ وجلَّ، فهذه واحدةٌ يا صِيْنِيّ.

وأمَّا الثَّانيَةُ؛ فإنَّهُ لمَّا اسْتُخلفَ المَأْمُون جَعَل يَطْلبُ دِعْبِلًا إلى أنْ كان من أمْره مع إبْراهيم ابن شَكْلَة، وخُرُوجه مع أهْلِ العِرَاق يَطْلب الخِلَافَة، فأرْسَل إليه دِعْبِلٌ شِعْرًا يقُول فيه (١): [من الكامل]

عِلْمٌ وتَحْلِيم (d) وشَيْبُ مَفَارِقِ … طَلَّسْنَ رَيْعَانَ الشَّبَابِ الرَّائقِ

وإمارةٌ من (e) دَوْلةٍ مَيْمُونَة … كانت على اللَّذَّاتِ أشْغَبَ عَائِقِ

فالآن لا أغْدُو ولسْت برَائحٍ … في كِبْر مَعْشُوق وذِلَّةِ عَاشِقِ

أَنَّى يكُون وليسَ ذاكَ بكَائنٍ … يَرِثُ الخِلَافَةَ فَاسِقُ عن فَاسِقِ

نَفَر (٢) ابنُ شَكْلَة بالعِرَاق وأهْلَها (f) … فهَفَا إليه كُلُّ أَطْلَسَ مَائِقِ

إنْ كان إبْراهيم مُضْطَلعًا بها … فلتَصْلُحَنْ من بَعْدِه لمُخَارِقِ


(a) الديوان والتذكرة: الرجس، ابن عساكر: النَّجس.
(b) الديوان والأغاني والتذكرة: الرجس، ابن عساكر: النجس.
(c) الديوان: له يده فخذ، الأغاني والتذكرة: له يداه فخذ.
(d) الديوان والأصفهاني وابن عساكر وتاريخ الإسلام: وتحكيم.
(e) الديوان والأغاني والتذكرة: في.
(f) الديوان ووفيات الأعيان وتاريخ الإسلام: وأهله.

<<  <  ج: ص:  >  >>