للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيا مَنْ له يَوْم النّوالِ أنَامِلٌ … إليها الغُيُوث المُسْتَهلَّة تَنْتَمِي (a)

سَحَبْنَ النَّدَى في كُلِّ قُطْرٍ كأنَّما … أغَرْنَ على نَوْأَيْ سِمَاكِ ومرْزَمِ

أُعِيْذ عُلَاكُم أنْ يُبَاحَ لمُلْكِكم … حِمَىً وبكم غُرُّ المَمَالِكِ تَحْتَمِي

فسَفْحُ خلَاطٍ قَاسِيُون وتَرْكُها … تقلّد طوْق العَار جيْدَ المُقَطَّمِ

فَقْد أَنِفَ الجَفْنِيُّ من عَار لطْمَةٍ … فبَاع بعزّ الكُفْر ذلَّةَ مُسْلمِ

وجرَّ على عَبْسٍ وأَشْجَعَ حَتْفَها … مُغَار دُرَيْدٍ بعد طَعْنَةِ زَهْدَمِ

وصَبَّح في جَوِّ اليَمَامةِ حَاجِبٌ … بأَشْأم يَوْمٍ عَابسٍ حَيَّ أَشْأمِ

وما مَاتَ من نجَّى الضَّغَائن هُلْكُهُ … وأَبْقَى جَمِيل الذِّكْرِ كابن مُكَدَّمِ

أبَتْ لكُمُ آباءُ صدْقٍ نَمَتكُم (b) … تخيُّلَ ضغْنٍ يَقْتَضِي نَقْضَ مُبْرَمِ

فقد جرَّ قبح الغَدرِ مصْرَعَ مَالكٍ … فما ردَّه تَرْصِيْع شعر [مُتَمَّمِ] (c)

نَصِيْحة عَبْدٍ عَاشَ في ظِلِّ مُلْكِكم … تُقَابلُه بالنُّجْحِ أوْجُهُ أَنْعُمِ

نَدَاكَ به نَادَى فجاءَ مُزَحَّمًا … وإنْ كان أصْلُ الوَضْع غيرَ مُرَخَّمِ

يعني أنَّ رَاجحِ إذا رَخَّمْتَهُ حذفْت الحَاء فصَارَ: رَاج.

فَدُونكها أحْلَى من الأمْنِ مَوْقعًا … وأطْيَبَ من شَوْقٍ (d) إلى قَلْب مُغْرَمِ

إذا حَدَّثَتْ أبْيَاتُها عن عُلَاكُم … غَدَتْ أُمَّ أوْفَى دمنَةً لَم تكَلَّمِ

قال رَاجِح: فسُرَّ المَلِك الأشْرَف بهذه، وحَنِقَ عليَّ المَلِكُ المُعَظَّم بسَبَبها، فلمَّا خَرَجنا من المَجْلِسِ، اسْتَدْعاني المَلِكُ الأشْرَفُ، وقال لي: والله شفيْتَ قَلْبي في هذا اليَوْم، وأمَّا المَلِكُ المُعَظَّم فإنَّهُ أسَرَّ ذلك في نَفْسِه حتَّى خَرَجَ المَلِك الأشْرَف من دِمَشْق وخَرَجْتُ عَقِيْبَ خُرُوجهِ، فقَبَضَ على أخي، وجَعَل حُجَّةً وحَبَسَهُ، فبَقي في السِّجْن سَنَة.


(a) لم يرد البيت في ديوانه.
(b) الديوان: نموكم.
(c) كلمة أفسدتها الرطوبة، والمثبت من الديوان.
(d) الديوان: وصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>