للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سِيَر الثُّغُور الّذي وَضَعَهُ للوَزِير أبي الفَضْل جَعْفَر بن الفَضْل بن الفُرَات، قال في ذِكْر طَرَسُوس ومَنَازِلها: ويُلَاصِق شَارِع البَرَامِكَة إلى جِهَة الغَرْب دَار رَاغِب مَوْلَى المُوَفَّق بالله، وهي الدَّار الصَّغيرة، فيها مَوَالِيه وموالياتهِ وأوْلَادُهم في حُجرٍ مَفْرُوزة، وكانت الرِّئَاسَة فيهم إلى بُشْرَى الرَّاغِبِيّ، ثمّ انْتَقَلت إلى أحْمَد بن بُشْرَى، ووقُوفهم بنقَابلُس وغيرها، وضِيَاع في أعْمَال طَرَسُوس بنَوَاحِي باب قَلَمْيَة، منها ما يُضمن، ومنها ما يقوم به المَوَالِي (a).

وذَكَرَ من المَوَالِي جَمَاعَة من أهْلِ العِلْم ومن أهْلِ النَّجْدَهَ والشَّجَاعَة، قد ذَكَرْنا بعضهم في كتابنا هذا.

ثُمّ قال بعد ذلك: ثمّ تَسِيرُ فتَجِد عجاليْن وبيَاطِرة (b) حتَّى تصل إلى بابٍ (c) يَسَارك إلى دَار رَاغِب الكُبْرَى وهي على مثال دار السَّيِّدة، غير أنَّ تلك أعْلَى فناءً، وفي هذه الدَّار خَدَمٌ وشُيُوخٌ من الفُرْسَان المُقَدَّمِين، منهم أبو هِلالِ الرَّاغِبيِّ، وذَكَرَ حاله، وقد ذَكَرْناهُ أيضًا في هذا الكتاب (١).

قال: وما زال الجِهادُ بأهْلِ هذه الدَّار حتَّى قَلَّ عَدَدُهم، ونَفد مَدَدُهم، وتَفَانَوا مَوْتًا وقَتْلًا وأسْرًا، واخْتَلَّت جَوَانِبهُا، حتَّي رأيتُ عَبْد الله بن أشْكَام الخُرَاسَانيّ قد نَزَلها، ثمّ رَأيتُ عليّ بن عَسْكَر بَعْدُ نَزَلَها، وخَرَجْنا عن طَرَسُوس وهي مَعْمُورةُ.

وقرأت بخَطِّه في هذا الكتاب: وحَدَّثَني أبو بَكْر أحْمَد بن أفْلَح الرَّاغِبيّ، قال: سَمِعْتُ أبي يُحَدِّثُ عن [مَوْلاه] (d) رَاغِب موْلَى الرَّاضِي بالله أنَّ قَبْرَ المَأْمُون هو هذا الّذي يَظْهر في دَار المُقَبَّبة صَحِيحٌ نَعْلمه حَقًّا يَقِيْنًا.


(a) غير مقروءة في الأصل، وربما كانت: الوالي.
(b) غير واضحة في الأصل، والمثبت على التقريب.
(c) غير واضحة في الأصل لإفساد الرطوبة والمثبت على التقريب.
(d) كلمة مطموسة في الأصل، ويأتي في تعقيب المصنف على النصّ عقبه ما يؤكد المثبت.

<<  <  ج: ص:  >  >>