للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: بَلَغَنا أنَّ أُمّ الرَّبِيْع بن خُثَيْمِ كانت تُنادي ابْنها الرَّبِيْع فتقُول: يا بُنَيّ، يا رَبِيع؛ ألَا تَنَام؟ فيقُول: يا أُمَّةَ، مَنْ جنَّ عليهِ اللَّيْل وهو يَخافُ (a) البَيَاتَ حُقَّ له أنْ لا ينام! قال: فلمَّا بَلَغَ ورَأتْ ما يَلْقى من البُكَاءِ والسَّهَر نَادَتْهُ فقالت: يا بُنيّ، لعَلَّك قَتَلْتَ قَتِيْلًا؟ فقال: نَعَم يا وَالدَة، قد قَتَلتُ قَتِيْلًا! فقالت: ومَنْ هذا القَتِيْل يا بُني حتَّى نَتَحَمَّل على أهْلهِ فيُعْفُوك، واللهِ لو يَعْلمُونَ ما تَلْقى من البُكَاءِ والسَّهَر بَعْدُ لقد رَحمُوك، فيقُول: يا وَالدَةُ، هي نَفْسِي.

قال أبو نُعَيْم (١): حدَّثنا أبو مُحَمَّد بن حَيَّان، قال: حَدَّثَنَا أحْمَد بن مُسَاوِر، قال: حَدَّثَنَا سَهْل بن عُثْمان، قال: حَدَّثَنَا سَعيدُ بن عَبْدِ الله بن الرَّبِيْع، عن نُسَيْر بن ذُعْلُوق، عن بَكْر بن مَاعِزِ، قال: انْطَلق الرَّبِيْعُ بن خُثَيْمِ وابن مَسْعُود إلى شَاطِئ الفُرَات فَمَرَّ بتلك (b) الحَدَّادِين، فلمَّا رَأى تلك النِّيْرَان خَرَّ مَغْشيًّا عليه، فجاءَ بهِ ابنُ مَسْعُود يَحْملُهُ إلى دَاره، فانْطَلق فصَلَّى بالنَّاسِ الظُّهْرَ، فرَجعِ إليه: يا رَبِيْعُ، يا رَبِيعُ، فلَم يُجِبْهُ، فرجَع وصلَّى بالنَّاسِ العَصْرَ، ثمّ رَجَع إليه: يا رَبِيعُ، يا رَبِيعُ، فلَم يُجِبْهُ، فانْطَلَق فصَلَّى بالنَّاس المَغْربَ، ثُمَّ رجعَ: يا رَبِيعُ، يا رَبِيع، فلَم يُجِبْهُ، ثِمّ رجعَ فصَلَّى بالنَّاسِ العِشَاء الآخرة، [ثمّ] (c) رجَع إليه: يا رَبِيعُ، فلَم يُجِبْه حتَّي ضَرَبَهُ بَرْد السَّحَر.

قال أبو نُعَيْم (٢): رَوَاهُ أبو وَائِل، عن عَبْد الله؛ حدَّثناهُ أبو بَكْر بن مَالِك، قال: حَدَّثَنا عَبْدُ الله بن أحْمَد بن حَنْبَل، قال: حَدَّثَني أحْمَدُ بن إبْراهيم الدَّوْرَقيّ، قال: حَدَّثَنَا أبو بَكْر بن عَيَّاش، قال: حَدَّثَنَا عِيسَى بن سُلَيْمِ، عن أبي وَائِل، قال: خَرَجنا مع عَبْدِ الله بن مَسْعُود ومعنا الرَّبِيْعُ بن خُثَيْم، فَمرَرنا على حدَّادٍ، فقامَ


(a) الحلية: يحالف.
(b) كذا في الأصل، ومثله في الحلية.
(c) أفسدتها الرطوبة، والإضافة من الحلية.

<<  <  ج: ص:  >  >>