عَبْدُ اللهِ يَنْظرُ حَدِيْدَة في النَّار، فنَظَر رَبِيعُ إليها فتَمايل يَسْقُط، فمَضَى عَبْدُ الله حتَّى أتينا على أتونٍ على شَاطِئ الفُرَات، فلمَّا رآهُ عَبْدُ اللهِ والنَّار تَلْتَهب في جَوْفهِ قَرأ هذه الآية:{إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا} إلى قَوْله: {ثُبُورًا}(١)، فصعِقَ الرَّبِيْعُ، فاحْتَملناهُ فجِئنا بهِ إلى أهْلِه، قال: ثمّ رابَطهُ عَبْدُ الله إلى الظُّهْر فلم يُفِق، ثُمّ رَابطهُ إلى العَصْر فلم يُفِق، ثمّ رابَطهُ إلى المَغْرب فلَم يُفِق، ثمّ إنَّهُ أفاقَ فرجعَ عَبْدُ الله إلى أهْلهِ.
[قال أبو] (a) نُعَيْم (٢): حَدَّثَنَا أبو بَكْر بن مَالِك، قال: حَدَّثَنا عَبْدُ الله بن أحْمَد بن حَنْبَل، قال: حَدَّثَني أبي، قال: حَدَّثَنَا حُسَيْن بن عليّ، عن مُحَمَّد، عن رَجُلٍ من أسْلَم من المُبَكِّرين إلى المَسْجِد، قال: كان الرَّبِيْع بن خُثَيْم إذا سَجَدَ فكأنَّهُ ثَوْبٌ مَطْرُوح فتَجيءُ العَصَافِيْر فتَقَع عليهِ.
وقال (٣): حَدَّثَنَا أبو حَامِد بن جَبَلَة، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إسْحاق، قال: حَدَّثَنَا هَنَّاد (٤)، قال: حَدَّثَنَا ابن فُضَيْل، عن أَبِيهِ، عن سَعيد بن مَسْرُوق، عن الرَّبِيْع بن خُثَيْم أنَّهُ لَبسَ قَمِيْصًا سُنْبُلانيًّا أرَاهُ ثَمن ثَلاثة دَرَاهِم أو أرْبعة، فإذا مَدَّ كُمّه بلغَ أظْفَاره، وإذا أرْسَلَهُ بَلغَ سَاعدَهُ، فإذا رأى بَيَاض القَمِيْص، قال: أي عُبَيْدُ؛ تواضَع لرَبِّك! ثُمَّ يَقُول: أي لُحَيْمَة، أي دُمَيَّة، كيف تَصْنعان إذا {وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ}(٥)، و {كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (٢١) وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (٢٢) وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ} (٦).