للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال (١): وحُكِيَ أنَّ الرَّبِيْع لمَّا لَقِيَهُ، شَرَع في الاعْتِذَار إليه ممَّا أنْكَرَهُ، فقال: لا حاجَة بكَ إلى الاعْتِذَار؛ قد كَفَاكَ الصَّفْحُ منَّا مَؤُونَتَهُ، ثُمَّ صَرَفَ الرَّبِيْعَ عن الوِزَارَة وقلَّدها إبْراهيمِ بن ذَكْوَان الحَرَّانيّ الأعْوَر، صَاحِب طَاق الحَرَّانيّ (a)، وأقَرَّ الرَّبِيْع على دَوَاوِيْن الأزِمَّةِ، فلَم يَزَل عليها إلى أنْ تُوفِّي في سَنَة تِسْعٍ وسِتِّين ومائة، وكانت وَفَاتُه وسِنُّهُ ثَمان وخَمْسُون سَنَةً، وصَلَّى عليه الرَّشِيْدُ وهو وليّ عَهْدٍ.

أنْبَأنَا أبو اليُمْن الكِنْدِيّ وغيرُه، قالُوا: أخْبَرَنا أبو بَكْر مُحَمَّد بن عَبْد البَاقِي إذْنًا، عن أبي غَالِب بن بِشْرَان، قال: أخْبَرَنا أبو الحُسَين المَرَاعِيشيِّ، وأبو العَلَاء الوَاسِطِيّ، قالا: أخْبَرَنا إبْراهيم بن مُحَمَّد بن عَرَفَة، قال: وكان المَهْدِيّ يَوْم تُوفِّي ابنُ ثلاثٍ وأرْبَعين سَنَةً، وكان على رَسَائِلهِ الرَّبِيْع مَوْلاه، وعلى حِجَابَته الفَضْل بن الرَّبِيْع، وكان على حِجَابَتِهِ قَبْل الفَضْل بن الرَّبِيْع: الرَّبِيْع.

أخْبَرَنا أبو حَفْص عُمَر بن مُحَمَّد المُكْتِب، فيما أَذِنَ لنا في روَايَته عنْهُ، قال: أخْبَرَنا أبو مَنْصُور بن خَيْرُون، قال: أخْبَرَنا أحْمَد بن عليّ (٢)، قال: أخْبَرَنا الحُسَين علي الصَّيْمَريّ، قال: حَدَّثَنَا أحْمَد بن مُحَمَّد بن عليّ الصَّيْرَفِيّ، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عُمَر بن سَلْم الحافِظ، قال: ذَكَرُوا أنَّهُ لُم يُرَ في الحِجَابَةِ أعْرَق من رَبِيْع ووَلده، وكان رَبِيْع حَاجِبَ أبي جَعْفَر ومَوْلاهُ ثُمَّ صَارَ وَزِيرَهُ، ثمّ حَجَبَ المَهْدِيّ، وهو الّذي بَايَعَ المَهْدِيّ وخلع عِيسَى بن مُوسَى، ومن وَلَده الفَضْل حَجَبَ هَارُون ومُحَمَّدًا المَخْلُوع، وابْنه عبَّاس بن الفَضْلِ حَجَبَ مُحَمَّدًا الأَمِين، فعبَّاس حَاجِبٌ ابن حَاجِب ابن حَاجِب. وقيل: إنَّ الرَّبِيْع بن يُونُس وَزَرَ للمَنْصُور وللهَادِي، ولَم يَزر للمَهْدِي، وأنَّهُ ماتَ في أوَّل سَنَة سَبْعِين ومائة.


(a) قوله: "صاحب طاق الحراني" لم يرد في كتاب الجهشياري.

<<  <  ج: ص:  >  >>