للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قُولُوا: لا إلَه إلَّا الله تُفلِحُوا، ورَجُلٌ يتبعُهُ يَرْميهِ يَقُول: يا أيُّها النَّاس، إنَّهُ صَابئ، [إنَّهُ كَذَّاب] (a)، فقُلتُ: مَن هذا؟ فقالوا: هذا عَمّه أبو لَهَب.

أخْبَرَنا أبو نَصْر مُحَمَّد بن هِبَة الله بن الشِّيْرَازيّ إذْنًا، وسَمِعْتُ منهُ غيره بدِمَشْق، قال: أخْبَرَنا أبو القَاسِم عليّ بن الحَسَن الشَّافِعيّ (١)، قال: أخْبَرَنا أبو سَعْد ابن البَغْدَاديّ، قال: أخْبَرَنا إبْراهيم بن مُحَمَّد بن إبْراهيم، قال: أخْبَرَنا إبْراهيم بن عَبْدِ الله بن خُرَّشِيْد قَوْلَة، قال: حَدَّثَنَا أبو بَكْر النَّيْسَابُوريّ، قال: حَدَّثَنَا أحْمَد بن مُحَمَّد بن أبي رَجَاء، قال: حَدَّثَنَا حَجَّاجِ، قال: أخْبَرَنا عَبْدُ الرَّحْمن بن أبي الزَّنَادِ، عن هِشَام بن عُرْوَة، قال: رأيْتُ رَبِيْعَةَ بن عِبَاد وهو يُحَدِّثُ وأبي يَسْأله، فقال: إنَّ ابن عَفَّان كان أغْزَانا في مَغْزاةٍ فَمرَرنا فيها على مُعاوِيَة، وكان قد وَجَدَ علينا في شيءٍ قد بَلَغَهُ من أمْرنا في غَزاتنا تلك، فدَخَلْنا عليهِ، فجعَلْنا نعْتَذرإليهِ ونُكَذِّب ما بلَغَهُ عنَّا، وجَعَل يُوْقفنا على بعض ذلك ويُؤَنِّبُنا فيه، ثُمَّ قام رَجُلٌ منَّا فقال: أصْلَح اللهُ الأَمِير، إنَّا مَكْذُوبٌ علينا، فليَنْظُر الأَمِير في أمْرِنا؛ فإنْ كُنَّا أثَّرنا عَرِفَ ذلك لنا، وإنْ كان لنا ذَنْبٌ عَفَا عنَّا، فقال مُعاوِيَة: فذاك إذًا، ثُمَّ قال الرَّجُل: [من الطويل]

لئن كُنْتُ لَم أُذنبْ فلا تظْلِمَنَّني … وإنْ كُنْتُ ذا ذَنْبٍ فسَوْفَ أَتُوبُ

قال: ثُمَّ الْتَفَتَ فىِ وُجُوه القَوْم جُلَساءِ مُعاوِيَة فقال: [من الطويل]

ولا ينْسَى قربان الأَمِير شَفَاعةً … لكُلِّ امْرئٍ ممَّا أفادَ نَصِيْبُ

قال: فقَبِلَ منَّا مُعاوِيَة، وصَنَعَ بنا مَعْرُوفًا.


(a) ما بين الحاصرتين أفسدته الرطوبة، والمدرج من كتاب المجالسة وتاريخ ابن معين والبداية لابن كثير وفيه: "صابئ كاذب".

<<  <  ج: ص:  >  >>